لندن - محمد العيدروس:
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير المملكة لدى بريطانيا ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري احتفلت وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية في العاصمة البريطانية بتخريج 3400 مبتعث ومبتعثة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، وأقيم احتفال كبير بهذه المناسبة حضره عدد كبير من المسؤولين وأهالي المبتعثين.
بدأ الإحتفال بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى الملحق الثقافي السعودي في بريطانيا الدكتور فيصل أبا الخيل كلمة بهذه المناسبة عبر فيها شكره وتقديره لسمو الأمير محمد بن نواف ولمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على تشريفهم الاحتفال.
وقدم الدكتور أبا الخيل تهانيه وتبريكاته لجميع الميتعثين والمبتعاث، داعياً إياهم إلى بذل كل طاقاتهم وما اكتسبوه من معارف وعلوم في تنميه وتطوير بلادهم وتحقيق نظره وتطلعات خادم الحرمين الشريفين نحوهم.
ثم القى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري كلمه بهذه المناسبة قال فيها:
يشرفني في بداية كلمتي أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد النائب الثاني - حفظهم الله - ويطيب لي أن أبلغكم أيها الخريجون الأعزاء بأنهم يعتزون بما حققتموه من نجاح يشهد لكم باجتهادكم وإخلاصكم في التحصيل العلمي ويواصلون دعواتهم لكم بالتوفيق والسداد.
كما يسعدني ويسعد كل مواطن من أبناء مملكتنا الغالية أن نحتفل اليوم جميعا بتخرج هذه الدفعة من أبنائنا وبناتنا مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي في المملكة المتحدة والتي يقترب عددها من ثلاثة آلاف وخمسائة خريج وخريجة.
إن هذا البرنامج الذي جادت به قريحة خادم الحرمين الشريفين، زاده الله محبة وتوفيقا، هو تطبيق عملي لمكانة شباب المملكة، وذلك حين قالها وأعلنها صراحة، بوضوح، إنكم أيها الشباب، لب الثروة الحقيقة للمملكة الجديرة بالرعاية والاستثمار الأمثل لكل مخلص يتطلع لغد أكثر خيرا وأمنا وإشراقا لمملكتنا الحبيبة بإذن الله.
إن وزارة التعليم العالي والجامعات، إيمانا منها بأن بناء الإنسان هو الطريق السليم للبناء والرقي، تقوم بتنفيذ سياسات الدولة الحريصة على تطوير التعليم الجامعي من منطلق التوجيهات السامية التي تهدف إلى الرقي بمستوى التعليم الجامعي كمًا ونوعًا، وإعداد جيل واع وقادر على بناء مجتمع عصري، يتمسك بتراثه وأعرافه، وبما يتلاءم مع الظروف المحلية والمستجدات المحلية والعالمية.
أبنائي الخريجين: إن وطنكم المملكة العربية السعودية، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين، لا يفخر بكم اليوم فحسب، بل يفاخر بكم الأمم، فالثروة ورأس المال الحقيقي ينبعان دون أدنى شك، من الاستثمار في العنصر البشري الوطني المؤهل، وقد أصبح واضحًا أن بناء الإنسان وإعداده هو الطريق الأسلم لبناء الأمم ورقيها، فالاستثمار في التعليم العالي ليس استثمارا استهلاكيا، وإنما يمثل استثمارا في سلعة إنتاجية، لأن الناتج في مجال هذا الاستثمار هو أعلى قيمة من أي إنتاج في قطاعات أخرى. وها أنتم أبناؤنا، تتأهبون لبداية مرحلة جديدة في حياتكم، مرحلة وفاء العطاء، تلكم المرحلة التي تستوجب عليكم إخلاصاً وحرصاً وإسهاماً بكل ما أتقنتموه من علوم وتقنيات في دفع عجلة التنمية التي يعيشها وطنكم؛ مع الأخذ بالحسبان بأن المسؤولية الوطنية قوامها الاعتماد على المبادرة لا الاتكالية، مسؤولية تعتمد على الجد والعزم، لا التخاذل، مسؤولية تنبض وفاءً ومحبةً وإحساسًا بالواجب تجاه وطنكم، فهنيئاً لنا بنجاحكم، وهنيئا لكل واحد منكم أيها الخريجون بنجاحه وإنجازه. هنيئًا لكم ما اكتسبتموه من العلم والمعرفة، ومما يعد مقوماً رئيساً للنهضة الحضارية، وتوجَّها مؤهلا للإنسان نحو بناء مجتمعه ونهضته وتقدمه.
أبنائي الخريجين : إن الإحساس بالفخر والاعتزاز الذي يملأ نفوسنا جميعاً، ونحن نرى عن كثب بشائر نهضة علمية بدأت آثارها تتجلى في كثير من ميادين حياتنا، ليس إحساساً عابراً ينقضي مع تقادم الزمن؛ فبرنامج الابتعاث الذي ينفذ الآن في كثير من دول العالم، ليعد برنامج تنمية حقيقي، يوائم بين ثوابتنا المستمدة من ديننا الإسلامي القويم وبين طموحاتنا الكبرى حتى تتبوأ مملكتنا الحبيبة الموقع البارز الذي تستحقه بين الأمم، إذ إن قيادتنا الحكيمة، قد أدركت ببصيرتها الواعية أن بناء مستقبل بلادنا العزيزة إنما يتمثل في التعليم الذي يأخذ بالمفيد من حضارات العالم كله، ولم تتوان عن تحقيق ذلك مهما كلفها من جهد ودعم مادي، ويشرفني، قبل أن أختتم كلمتي، أن أوجه الشكر والامتنان وفاء وعرفانا لكل من أسهم في تحقيق برنامج الابتعاث الخارجي، وأخص بالذكر ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وذلك للدعم والرعاية الوافية والمتكاملة لأبناء الوطن أينما كانوا في داخل الوطن أو خارجه، كما أشكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، وأعضاء السفارة، ولسعادة الملحق الثقافي وزملائه، والشكر موصول كذلك للزملاء في الوزارة، وتهنئتنا الخاصة لأولياء الأمور والخريجينعلى هذا الإنجاز المشرف.
عقب ذالك توالت فقرات الاحتفال حيث ألقى الأمير محمد بن نواف كلمة بهذه المناسبة قدم خلالها تهانيه وتبريكاته وتمنى للخريحين والخريجات حياة عملية موفقة.
بعد ذالك التقطت الصور التذكارية للخريجين والخريجات مع الأمير محمد بن نواف ومعالي وزير التعليم العالي.