حضارة عصر المعلومات هو الوصف المتداول لعصرنا الحديث حيث بات التنافس الدولي قائماً على السرعة بالتحول نحو اقتصاد المعلومات أو الرقمي أو ما يسمى بنطاق أوسع الاقتصاد المعرفي وأعلن قبل فترة عن التوجه بالمملكة لإعداد استراتيجية الاقتصاد المعرفي بالتعاون مع كوريا الجنوبية التي تعد رائدة من حيث سرعة تحولها نحو الاقتصاد المعرفي أنه ولحسن الانتهاء من الدراسة وإقرارها والبدء بتنفيذها قد يكون من وقت طويل مما يتطلب البدء بأهم مقومات نجاح التحول للاقتصاد المعرفي وهو تأهيل الكوادر البشرية.
فالأسس التعليمية التي يتطلبها إعداد رأس المال البشري ليست سرا ومن الممكن البدء بها من خلال برنامج وطني يركز على التعليم بالمراحل الأساسية أي ماقبل الجامعي من خلال توفير كل الوسائل والأدوات التي يحتاجها الطالب لتنمية مهاراته بالإضافة لوضع معايير تقييم يكتشف من خلالها المتفوقين وبأي مجال علمي ليتم التركيز عليهم ودعمهم بطرق مختلفة عن الوضع الحالي تساعدهم على إبراز مواهبهم مع أهمية أن يكون البرنامج شاملا المرحلة ما بعد الثانوية ويتم توجيههم لجامعات عالمية تطور من مداركهم وتفوقهم العلمي وقد لا تكون الأعداد التي ستتأهل كبيرة لكنها ستكون مميزة وتقدم إضافة كبيرة للاقتصاد المحلي بالجانب المعرفي.
الاقتصاد المعرفي بات يشكل قرابة 10 بالمائة من الاقتصاد العالمي ويعد نموه من الأسرع عالميا بمعدل سنوي 10 بالمائة فهو يعتمد على رأس المال البشري الذي يعمل من خلال دماغه وليس يده كالإنتاج التقليدي ويسهم بتخفيض التكاليف والتطور التكنولوجي الذي يساعد على زيادة الإنتاج ويقلل من الاعتماد على العمالة الرخيصة ويرتقي بمستوى الدخل للأفراد والاقتصاد الكلي ويرفع من مستوى تنوع الاقتصاد ويجذب الاستثمارات ويقلل من تأثير النفط بالإيرادات العامة ويفتح الباب واسعاً نحو زيادة حجم المشاريع المتوسطة والصغيرة التي سترفع حجم الإنتاج المحلي وتستوعب الأعداد الكبيرة من الشباب الذين يدخلون لسوق العمل سنويا.