صوّت البرلمان الأوكراني أمس الثلاثاء بالإجماع على نزع سلاح جميع المجموعات شبه العسكرية التي شاركت في الاحتجاجات المطالبة بالتقرب من أوروبا، ولا تزال مسيطرة في وسط كييف، غداة تبادل إطلاق نار تسبب به أحد عناصر حركة برافي سيكتور القومية في كييف.
وصوت لصالح القرار 256 نائباً، فيما امتنع 47.
وطالما طالبت روسيا والدول الغربية بنزع سلاح تلك المجموعات.
ونزع سلاح هذه المجموعات شبه العسكرية الأقرب إلى ميليشيات هو مطلب من روسيا التي تحذر من التعرض لحقوق الناطقين بالروسية، كما يحظى بتأييد من الدول الغربية. وقال الرئيس الانتقالي أولكسندر تورتشينوف بعد التصويت إن «الشعب الأوكراني يطالب بالنظام».
مضيفاً بأن «جميع الذين يحملون السلاح، باستثناء الشرطة والجيش وجهاز الأمن والحرس الوطني، مخربون، ويعملون ضد أوكرانيا». وتصدرت المجموعات شبه العسكرية مثل برافي سيكتور الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش؛ إذ تولت الحراسة على الحواجز التي أُقيمت في ساحة الميدان، وتصدت لقوات مكافحة الشغب «بركوت».
وظهرت مجموعات مسلحة مماثلة مؤيدة لروسيا خلال التظاهرات الانفصالية التي هزت الشرق الناطق بالروسية. وبالرغم من عزل الرئيس وقيام سلطات انتقالية ما زال عناصر المجموعات شبه العسكرية يتولون الأمن في ساحة الميدان بوسط كييف التي لا تزال محاطة بالحواجز.
وقام أحد عناصر برافي سيكتور مساء الاثنين بفتح النار أمام مطعم في كييف؛ ما أدى إلى إصابة اثنين من رفاقه بجروح، فضلاً عن إصابة مساعد رئيس البلدية الذي كان يعبر من هناك.
وبحسب وزير الداخلية ارسن افاكوف، فإن الشاب كان ثملاً. ونقل عناصر آخرون من المجموعة الشاب إلى فندق مجاور يتخذونه قاعدة لهم، ولم يوافقوا على تسليمه للشرطة إلا بعد مواجهة استمرت ساعة مع قوات حفظ النظام التي طوقت المبنى.
فيما وافق البرلمان الأوكراني أمس على سلسلة تدريبات عسكرية مشتركة مع دول الحلف الأطلسي، ستضع القوات الأمريكية في الجوار المباشر للقوات الروسية في القرم، بين أيار/ مايو وتشرين الأول/ أكتوبر. وصوت لصالح القرار 235 نائباً.
وقال وزير الدفاع بالوكالة ميخايلو كوفال أمام البرلمان إن «هذه فرصة جيدة لتطوير قواتنا المسلحة». وتزامن القرار مع اجتماع يستمر يومين لوزراء خارجية حلف الأطلسي في بروكسل.
وتسيطر على الاجتماع بشكل أساسي قضية تعزيز القوات الروسية قرب القرم، التي يقدر المسؤولون الأمريكيون عددها بـ40 ألف جندي.
وبحث الحلف الأطلسي في تعزيز قواته على الحدود الشرقية بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
وأعلنت روسيا الاثنين سحب كتيبة من نحو 500 إلى 700 جندي من المنطقة الحدودية مع أوكرانيا، وهي خطوة وصفها وزير الخارجية الألماني فرانك وولتر شتاينمر بـ«المؤشر البسيط على أن الوضع أصبح أقل توتراً».
وأوكرانيا ليست دولة عضو في الحلف الأطلسي، والتزم حلفاؤها الغربيون بعدم الضغط من أجل علاقات أفضل من الناتو. وبالرغم من العلاقة المتوترة بين روسيا والحلف منذ إنشائه خلال الحرب الباردة إلا أن موسكو أسست شراكة معه في 1997، وهي تجري منذ ذلك الحين مناورات مشتركة مع دوله الأعضاء.
وكانت قد حذرت روسيا أوكرانيا أمس الثلاثاء من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي قائلة إن محاولات كييف السابقة للاقتراب من الحلف الدفاعي كان لها عواقب غير مرحب بها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في اليوم نفسه الذي يشهد اجتماعاً لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف في بروكسل إن المحاولات السابقة «أدت إلى تجميد الاتصالات السياسية الروسية الأوكرانية، وتسببت في صداع لحلف شمال الأطلسي وروسيا، وإحداث انقسام في المجتمع الأوكراني».
من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لحلف الناتو اندرس فوغ راسموسن أن حلف شمال الأطلسي سوف يوافق خلال اجتماعات وزراء الخارجية للدول الأعضاء التي بدأت أمس على تدابير لمراجعة علاقته مع موسكو بشكل معمق.
وقال في تصريح قبل بدء الاجتماع الوزاري الأطلسي في بروكسل إن الحلف بدأ بمراجعة علاقاته مع روسيا، وسوف يستمر في ذلك، وسيكون تصرفه مناسباً لما تقدم عليه روسيا.
ودعا الأمين العام للناتو روسيا إلى القيام بمبادرات محددة لتخفيف التوتر، مبيناً أن حلف الناتو لم يسجل أي انسحاب فعلي وملموس للقوات الروسية من مشارف أوكرانيا, موجهاً الدعوة لروسيا لسحب قواتها والحوار مع أوكرانيا.
وأوضح أن العلاقات مع روسيا لا يمكن أن تستمر كما كانت عليه في السابق وكما لو أنه لم يحدث أي شيء.