السياحة البحرية في المملكة

كنت أسمع عن جزر فرسان بما عليها من جمال في الطبيعة وطيبة أهلها، كما أنني قرأت عنها كثيراً، ولكن ما رأيته في زيارة لها جعلني أقف على صورة جمالية قلّ نظيرها؛ فقد وجدتها تتمتع بمقومات سياحية كبيرة، حيث الآثار الرومانية والإسلامية والشواطئ النظيفة وتنوع الحياة الفطرية البحرية فيها، كما أنها من أغنى مناطق صيد الأسماك في المملكة وأوفرها أنواعاً.

وممكن أن تكون منطقة سياحية مميزة لو توافرت لها الإمكانات واهتم ببنيتها التحتية، وسيرت طرق المواصلات إليها إما بإنشاء مطار، أو شركة للعبارات فالموجود حالياً وعددها ثلاث عبارات لا تكفي حتى أهالي المنطقة، ومن الأفضل التفكير بإنشاء جسر بري يربط مدينة جازان بجزيرة فرسان الكبيرة.

وتقودنا هذه الجزيرة إلى جزر أخرى تتناثر في البحر الأحمر تملك جميعها مقومات سياحية غير مستفاد منها.

أشير في كتاب جزر المملكة العربية السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي الصادر عن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إلى أن عددها يصل إلى 1300 جزيرة، تتراوح مساحتها بين أقل من كيلومتر إلى أكثر من خمسين كيلومتر أكبرها فرسان الكبير التي تبلغ مساحتها 380 كيلومتر مربع.

وإضافة إلى ذلك هناك مدن الشواطىء ابتداءً من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال التي تتمثل في مدن سياحية هي: جازان، الليث، القنفذة، المويلح، ظباء، الوجه، البدع، مقنى، وحقل.

وجميعها تمتلك شواطئ نظيفة مؤهلة لأن تصبح مقصداً سياحياً للأسر وللراغبين في التمتع بالأجواء البحرية من داخل المملكة وخارجها. كل ذلك شرط العناية بالبنية التحتية وتنشيط الاستثمار الذي يوفر لقاصديها الراحة ووسائل الترفيه.

ومن المهم أن تحظى هذه المناطق بالتفاتة قوية من هيئة السياحة والآثار بما يتناسب ومكانتها وإمكانياتها. وأن يشجع أصحاب رؤوس الأموال، وأقصد فيها باستثمار أصحاب رؤوس الأموال من الداخل والخارج.

ولعلي أذكر أن بعض المناطق كانت نشيطة اقتصادياً واجتماعياً في فترات سابقة؛ مثل فرسان التي كانت مركزاً من مراكز صيد اللؤلؤ، وظباء، والوجه التي كانت لهما علاقات تجارية كبيرة بموانئ البحر الأحمر والمناطق الداخلية من الجزيرة العربية.

فتنشيط السياحة قد ينشط الاقتصاد وينشط العمران في هذه المناطق جميعها، ويتيح لسكان المملكة وجهات سياحية جديدة تمتلك مقومات يبحث عنها السائح السعودي في أماكن أخرى من العالم خاصة في البلاد العربية.