كتب صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء عن والده المؤسس في كلمة تم رصدها في كتاب المؤسس في عيون أبنائه وأحفاده الذي صدر مؤخراً قائلاً: من منا لا يعرف عبدالعزيز الفارس العظيم؟ ومن منا (ولو قيلا) قد جهل الوطن؟ وكيف أستطيع أن أصف مائة عام في (مقال) ولو كان مائة سطر؟! قبلة المسلمين هي وطني ونية الملك عبدالعزيز هي أنبل وأطهر نية بلا زيف ولا كذب.. فبارك الله لعبدالعزيز وبارك الله لوطني. قد اسميها (انتفاضة) ضد الجهل والفقر والخوف؟.. لا.. أم أسميها ثورة؟.. لا.. أم (بركان)؟.. لا أدري.. ولكني أعلم يقيناً بأن الله قادر على كل شيء وما شاء فعل. وقال سموه: لست محتفلاً بما مضى ولست (خطيباً) أو (كاتباً) محترفاً عانقته المناسبة عناق الشمس للشروق ولكني محتفل لما (ينتظر أحفادنا) في مئات السنين القادمة فهل أنا محق في هذا الاحتفال؟ لغة الأرقام هي الأقوى، وهي الأصدق، فهل تحاججني بلغة الأرقام، وأسألك قبل أن تسألني (كماً ونوعاً) عن مقدار تناميها وشموليتها حتى أضحت كل بلادي مرتعاً لأضخم الأرقام.
أم نتحدث بصوت التاريخ فالتاريخ لا يكذب.. أم نسأل الفضاء عن سعودي طامح تعلم وزرع الصحراء.. وشيد المصانع والجامعات فغزا بطموحه الخصب الفضاء. وأشار إلى أن التأسيس الفتي الذي لا يهزم هو ما نعايشه في بلادنا ولله الحمد الآن وستنعم به كل الأجيال القادمة، وإلا ما معنى أن تمر مائة عام ومشاهد روح الانطلاقة ما زالت قوية في هذا التأسيس؟! وما معنى أن تستنفر كل القوى وكل القلوب طاقاتها ابتهاجاً بهذه المناسبة الغالية وهذا أصدق استفتاء شعبي لمدى تلاحم الشعب بقيادته. والتي لا شك بذلت الغالي والنفيس منذ عهد التأسيس على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز ومرورا بالملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً، حتى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين والذي تحقق خلاله منجزات حضارية ضخمة وتنظيمات إدارية عالية الجودة كمجلس الشورى، ومجالس المناطق، والتوسعة العملاقة للحرمين الشريفين، ومئات الإنجازات التي لا يتسع المجال لذكرها. وأثرها اليوم واضح على حياة المواطنين وهي خير شاهد على اهتمام حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين بكل ما من شأنه راحة المواطنين وتحقيق آمالهم، كقاعدة أسسها الملك عبدالعزيز وسارت عليها كل الأجيال. من ناحية أخرى أكد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أن الذكرى المئوية للتأسيس مناسبة عظيمة وهي مناسبة لتذكر الملحمة البطولية والأسطورية التي قام بها الملك عبدالعزيز رحمه الله ورجاله المخلصون. جاء ذلك لدى رعاية سموه يوم السبت 13 شوال 1419هـ الحفل الذي أقامته منطقة حائل - عندما كان سموه أميراً لها- بمناسبة الذكرى المئوية للتأسيس وذلك في مركز الأمير سلطان الحضاري للاحتفالات.. وقال سموه: (مائة عام عطر الزمان إيقاعها برايات النصر بين عمق التاريخ أتى عبدالعزيز محملاً بآمال جسام وطموحات عظام يرقب هامات المستقبل)، وأضاف سموه: (جاء المؤسس والجزيرة تقبع في غياهب الجهل وبؤر المرض وقهر الفقر.. جاء بيقين صادق بقدرة أبناء هذا الوطن على رسم خارطة جديدة لأرض الرسالات ومهبط الوحي). ثم استطرد سموه قائلاً: (وأشرقت الجزيرة بوحدة أسطورية وملحمة أجبرت العالم على إجلالها ملحمة أنجبت لهذا الوطن رجالا رعوا وحدته وصانوا حدوده وبنو مجده وعند إعلان وحدة المملكة وقيامها كان الاتجاه إلى حاجة الإنسان وحاجة الوطن له.