يبدو أن عضو اتحاد القدم سلمان القريني يجيد اختيار التوقيت المناسب الذي يكسب من خلاله تعاطف الآخرين، فخروجه في أحد البرامج الرياضية لإعلان استقالته من الإشراف على المنتخب قبل اجتماع اتحاد القدم بـ72 ساعة لم يكن له مبرر سوى أنه يهدف إلى الضغط على أحمد عيد رئيس الاتحاد الذي أعلن استمرار الإسباني لوبيز كاروا مدرب للمنتخب وهو الأمر الذي لا يفضله القريني خاصة أن لوبيز سبق وأن رفع لرئيس الاتحاد المنتخب خطاباً مبدياً عدم رغبته بالعمل مع القريني مفضلاً إشرافه على الفئات السنية بعد المضايقات التي وجدها من المشرف على المنتخب، حيث كانت بداية الشرارة إشراك لوبيز لأحمد عسيري في مركز المحور وعدم إشراك إبراهيم غالب مما أثار القريني ليتطور الأمر لمحاولة فرض الوصاية على لوبيز لعل آخرها الضغط عليه بعدم إبعاد الحارس عبدالله العنزي الذي تأخر عن الانضمام لمعسكر المنتخب الأخير للاستعداد لمباراة إندونيسيا وهو الأمر الذي رفضه الإسباني لوبيز وأصر على إبعاده مهما كلف الثمن.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يخرج فيها القريني ويعلن عن عدم رغبته بالاستمرار في الإشراف على المنتخب فقد سبق وأعلنها بعد فوز المنتخب في أول مباراتين في التصفيات بعد أن طالبته اللجنة الأولمبية وهي جهة عمله الرسمي بخطاب من اتحاد القدم يثبت حاجتهم له وهو إجراء نظامي ووقتها ثارت ثائرته وصور بعض المأزومين أنه محارب كونه ناجحاً متناسين أن القريني عمل في إدارة الكرة في منتخب الناشئين وفريق النصر ما يقارب إحدى عشر سنة ولم يحقق خلالها أي نجاح.
الملفت للانتباه أن من تباكوا لاستقالة القريني المرة الأولى هم أنفسهم من تباكوا على الاستقالة المزعومة مؤخراً وهم من شكك في إدارات ومدربي المنتخب السابقين وهم من شكك في ولاء سالم الدوسري ومن بث الشائعات على هداف المنتخب ناصر الشمراني وهم الذين استماتوا لكي لا يطبق النظام على الحارس العنزي الذي طبق على غيره، هم الآن من يصورون أن القريني هو من أهّل المنتخب للتصفيات النهائية الآسيوية غير مدركين أن هذا التأهل للنهائيات لا يعتبر إنجازاً بالنسبة للكرة السعودية وهي التي تتأهل لهذه النهائيات.