نحن في هذه البلاد المباركة ننعم بحسن القرارات الصائبة التي تنبثق من قياداتنا الحكيمة، وعلى رأسها قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ومن تلك القرارات الحكيمة تعيينه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد. إن هذا القرار الذي أصاب كبد الحقيقة والحاجة معاً لهو قرار يؤكّد بعد نظر القيادة الحكيمة في هذه البلاد الطاهرة. فصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الأول بدون منازع فسموه الكريم يتحلَّى بجميل الصفات التي أهلته ليكون في هذا المنصب، فهو رجل ذو كاريزما وهذا المنصب الذي لبس جلبابه سمو الأمير مقرن قبل أن يكون منصب تشريف فإنه في الدرجة الأولى منصب تكليف.. وحق لنا نحن شعب المملكة أن تكون قياداتنا على هذا المستوى الرفيع من الحنكة والتمرس في شؤون الدنيا والدين معاً.. والأمير مقرن سبق أن تقلّد مناصب عدة في الدولة مما أهله لما أوكل إليه. والسياسة في منظور الدين الإسلامي يحدّد معناها الواسع بلين الجانب وخفض الجناح حينما يكون هذا الشخص خادماً لخلق الله، لقد رأيت للأمير مقرن موقفاً يكتب عنه بكلمات بماء الذهب وهو أني ذات يوم شاهدته يدخل مجلسه دون جلبة وضوضاء وإذا به يقبل هامة مفتي عام المملكة إنه التواضع بعينه، وإن حب العلم والعلماء لدليل على رجاحة العقل وبعد النظر.. كيف لا! وهو قد تخرَّج في مدرسة المؤسس تلك المدرسة التي خرّجت لنا رجالاً أفذاذاً شبّوا على حب الحق وإن عزّ وبغض الباطل وإن علا.. إن اختيار الأمير مقرن سوف يجهض آمال كل مغرض حاسد.. فيشيب الغراب ولن يشيب تماسك هذه الأسرة المباركة التي أوراقها ظل ظليل وجناها حلو طيب.. دام عز بلادي وعز ولاة أمرها وعز مواطنيها يتسنمون ذرا المجد مجداً إثر مجد، وسلام على وطن تتعاقب سواعد أهله الفتية تحمل راية التوحيد، تلك الراية التي من تمسك بعراها لن يرى إلا الأمن والسلام يحدوه.