لا شك أن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد اختيار موفق ينم عن حكمة بالغة وبعد نظر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - حيث بدد بهذا الاختيار المخاوف والتساؤلات التي تتردد عما سيئول إليه الحكم بعد الملك وولي عهده الأمين - حفظهما الله - وقطع بذلك التخرصات والتكهنات التي تتخوف من حدوث فراغ دستوري في حال خلو منصب الملك أو ولي العهد - لا قدر الله - لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات وتغيرات متسارعة وما يموج به العالم من أحداث وعدم استقرار، كما أن هذا الاختيار هو ترسيخ للشرعية وترتيب سلس للحكم ورسالة تطمين للجميع باستقرار البيت السعودي، ونظرا لذلك فقد أيدت الأغلبية في هيئة البيعة رغبة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد مع استمرار سموه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وباركت الأغلبية هذا القرار الذي يأتي حرصا على الأخذ بالأسباب الشرعية لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية انطلاقا من المبادئ الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، ورعاية لكيان الدولة وضمانا لاستمرارها على الأسس الحكيمة التي قامت عليها، ومن أهمها خدمة الدين والعمل لما فيه مصلحة البلاد وخير العباد وما يضمن الرقي والتقدم لهذا الشعب الوفي، والأمير مقرن ليس بغريب على الحكم فهو رجل عسكري وإداري محنك يحظى بمحبة وقبول الجميع، هذا بالإضافة إلى ما يحمله من خبرات طويلة ومتنوعة وتأهيل علمي وثقافي عاليين، كما أن الأمير مقرن تقلد العديد من المناصب المهمة في الدولة؛ لذا فهو يحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والشعب السعودي الكريم، ولذا فلا غرو أن يحظى هذا الاختيار الموفق بارتياح وسعادة جميع أبناء المملكة ويجسد ثقة الجميع في الاختيارات السديدة والمباركة للقيادة الرشيدة التي لا تألو جهدا في سبيل إسعاد مواطنيها وتأمين جميع ما يضمن لهذا البلد الخير والاستقرار. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وأن يديم عليهم الصحة والعافية ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، إنه سميع مجيبوالله ولي التوفيق.