تعتبر بحق مدينة الشارقة مركز إشعاع للثقافة العربية فهي لا تكاد تسدل الستار على منشط ثقافي أو فني حتى تفتتح آخر بنفس الحماس والهمة والإنجاز. يقف وراء ذلك حاكمها الشيخ سلطان القاسمي المثقف والمؤلف المسرحي والمؤمن بقيمة الثقافة كأحد مهام المسؤول التي يجب أن ينجزها لصالح المواطن،
بل لقد امتدت مساهمات الشارقة خارج الإمارة إلى كثير من الدول العربية مساهمة منها في دعم المناشط الثقافية والمسرحية.
قبل أيام قليلة استدل الستار على مهرجان أيام الشارقة المسرحية والذي يعد المنشط الثقافي المسرحي العربي الأبرز بعد انطفاء شعلة المهرجان التجريبي الذي كان ينعقد في القاهرة كل عام، حيث لم يعد للمسرحيين العرب سوى أيام الشارقه المسرحية، يجتمعون تحت قبة مركزها الثقافي ذلك البناء الجميل والفخم والذي يشعرك بأن من فكر في بنائه يقدِّر قيمة الثقافة والمثقفين فبنى لها ولهم مركزاً يعتبر معلماً ومنجزاً ثقافياً بحد ذاته.
كانت الأيام عرساً مسرحياً عربياً قدّم فيه شباب الإمارات ومخضرموها عروضهم المسرحية، حيث قال الكثير منهم بأن الأيام المسرحية كانت هي سبب تنامي تجربتهم المسرحية ومصدر حماسهم وتنافسهم لتقديم الأفضل كل عام.
وهنا يمكن القول بفائدة مثل هذه المهرجان الذي يؤكّد شباب المسرح أن هذه المنافسة السنوية هي من ربت فيهم روح التحدي لتقديم الأفضل وأن مشاهدتهم للعروض المقدمة من كافة مدن الإمارات كانت بمثابة دورة مكثفة في فنون المسرح عوضاً عن لقاءاتهم بكبار المسرحيين العرب والنقاد الذين يضفون على هذه المنافسة وزنها المسرحي.
إن تجربة مدينة النور أو إمارة الشارقة مثالاً يستحق أن الاستفادة منه والنهل من معين تجربته المترسخة، بل إن هذه الإمارة تستحق أن تكون عاصة دائمة للثقافة العربية، مما يستدعي ذلك أن ترسل كل دولة مندوباً دائماً للثقافة يمثّلها في هذه المدينة للعمل على التخطيط المشترك للثقافة العربية، بعد أن فشلت المنظمات الثقافية المركزية في تقديم ما يذكر لصالح الثقافة العربية.