لم يوجد في تاريخ البشرية كلها جهاز إعلامي فعّال كالجهاز الذي أنشأه هتلر وأداره جوبلز.. بلغ هذا الإعلام أقصى فعالية مع نجاحات الآلة العسكرية الألمانية التي حققت المعجزات، حين بدأت الدوائر تدور، وبدأ الجيش الألماني يتراجع من جبهة بعد جبهة، وفقد الساحر سحره، لم تتغيّر كفاءة الإعلام، تغيّرت الحقائق.
اقتبست هذا التعبير من أحد مؤلفات الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله- والذي قصد به موضوعاً آخر ولكن بطريقة أو بأخرى أراه ينطبق تماماً على الهلال الآن!
سياسة الهلال الإعلامية كانت مضرب المثل لكل الأندية، ناد لا يقف ليبرر كثيراً لعشاقه ولا يضيع وقته في مداخلات ومناوشات إعلامية يذكر بها محاسنه وأمجاده، يتخذ من الإعلام وسيلة وليست غاية، وسيلة لدفع ظلم أو لجلب حق، فقط!
ما حدث ويحدث أن السياسة الإعلامية استمرت بنفس أسلوبها، فاستطاعت في أول موسم إخفاق أمام ذوب آهن أن تكسب تعاطف الجمهور أجمع، كل مشجع وقف راغباً الإدارة في البقاء وإكمال مسيرة الأحلام التي يرونها في هذا الرئيس! لم تكن السياسة الإعلامية هي المؤثّر الأول بقدر أن الحقائق وقتها تنبئ برئيس لا يعرف إلا المجد فقط! الحقائق وحدها هي من دعمت السياسة الإعلامية وتوجت عملها المشترك بجمهور ضخم يهتف لتلك الإدارة البقاء!
منذ ذاك المشهد التاريخي والحقائق في الهلال باتت تتغيّر وتختلف، السياسة الإعلامية حينها لم تستطع مواجهة الجمهور كما السابق، فالحقائق لا تدعم والجمهور مل الاسطوانة! تغيّرت السياسة، وإلى الأسوأ طبعاً، فخلقت سياسة جديدة لتغطية سوء الحقائق، بيد أنها أصبحت سياسة مخجلة ومضحكة في نفس الوقت! مخجلة كونها تبنى على البحث عن أي مبرر مهما كان سخفه لتسوّقه على المشجع! ومضحكة كون المشجع يعي أنهم يعون أنه يعي أن مبرراتهم ليست إلا محاولات بائسة لتعتيم حقائق الفشل!
في أي مكان كنت وبأي سلطة تملك لا يجب أن تواجه جمهورك بمبرر، فلا أحد من هذا الجمهور يأبه بمبرراتك أبداً، كما أنه نفس الجمهور لا يتقبل، بل إنه يغضب إذا ما ذكره هذا المسؤول صاحب السلطة بما فعله، أو حتى بما يفعله الآن! فمهما كان ذكرها من باب التذكير بمدى جدارته وحرصه - أي المسؤول - إلا أن المتابع لا يراها إلا بصورة المنّة والتفضّل! والمشجع البسيط الذي يكلّف نفسه عناء السفر ومشقة الحضور وتعب التفاعل، لا يأبه بما عملتم وفعلتم! لا يأبه إن كان الهلال قد حقق سبع بطولات في فترة رئاستكم، ولا يتأثر إن كان أحدكم أو كلكم يتعرض لحملة إعلامية، ولن يدمح الزلة تلو الزلة لأي كان لإنجازاته السابقة، ولا يخصه إن وقَّع الهلال مع لاعب أو اثنين أو ثلاثة وجدد عقد فلان أو فلان! هذا المشجع لن يذكر كل هذا الذي تذكّرونه به وتحاولون ترسيخه في مخيلتهه لن يذكر سوى قدومه ليرى انتصار فريقه، ليرى تتويجه «ببطولة» بمنجز يحسب في تاريخ فريقه، منجز يذكره ويشهد حضوره، هذا ما يهمه فقط!
الرئيس ونائبه ومدرب فريقه وقفوا واتحدوا ليسوّقوا نفس العذر ويسوّقوه!
خطأ فردي أنهى مباراة، وخطأ لاعب نسف جهد البقية، وكلهم بلا استثناء يجر الآخر ليشاركه هذه المعلومة القيمة التي لم يكتشفها أحد سواهم قبل أن ينطقوا بها، أخطأ فلان وفلان، وأتبعهم فلان وفلان، كل الفريق تقريباً مر بهذا الخطأ الفردي، صدفة!؟ أم أن الخطأ يتجاوز خطأ الفرد؟ قبل أن أنهي مقالتي أود أن أذكر أن الهلال في آسيا سجل ستة أهداف، أربعة منها من كرات ثابتة، وهدف من تسديدة من خارج المنطقة، وهدف بلعبة هوائية مشتركة! أظن حتى الهجوم سيكون له أخطاء فردية مستقبلاً.