نهنئك... ونتعزز لك...
يلحفنا الكثير من الأمل ولا نفرط في الكثير من التفاؤل لعلمنا أن التركة ثقيلة والحمل ينوء به جبل..
ولعل للفيصل فصولاً مع أشق التكاليف من إمارة إلى وزارة وفي كل منها هم تم حمله...
ولكن هذه المرة التكليف شاق، فوزارة التربية والتعليم تبلغ من أهميتها ما يبلغه العصب الخامس في الإنسان مسؤولاً عن التغذية الحسية والحركية للوجه بأكمله، والتربية والتعليم العصب الخامس لرأس هذا الوطن؛ فهي مسؤولة عن تربية وتعليم رأس هذه الأمة وهو جيلها وقوام بنيانها كلها....
فمنسوبو هذه الوزارة وبالذات أهل الميدان وخاصته يدارون الكثير من المرارات ونحن نعيش عصر الرخاء ونرى نكوصاً في التربية والتعليم بكل آلياته من ألفه إلى يائه...!!
ليس تذمراً ولا تشاؤماً، بل غيرة ووجع، ونحن نتلمس الأثر الذي يقاس به الأداء دون المأمول تحت ظل خطط اجتهادية بحتة؛ لذا هي دوماً عرجاء... خطط للتجربة لا ترتفع إلا كما تعلو تقع!!
اجتهادات فردية نركض خلفها كسراب بقيعة يظنه الظمآن ماء.. لمَ لا وهي خطط توضع من فوق المكاتب لا يشارك فيها أهل الميدان وخاصته ولا يؤخذ لهم رأي إلا بعد تقريرها، وكي نتحدث من واقع ليت الفيصل يعود لأجندة الكثير من الخطط التي تم اعتمادها وماتت في مهدها لعدم واقعيتها أو لعدم وضوح أهدافها أو لرداءة تنفيذها أو.....
ناهيك عن اجترار خطط عفى عليها الزمن كآخر التقليعات (الدليل الإجرائي والتنظيمي) تخطيناه بمراحل وأعادونا معه إلى سالف الزمان وعندما بدأنا ألف باء التوثيق الإلكتروني عدنا معه لألف باء التعامل الورقي ولا تردينا الرسايل ويش أسوي بالورق!!!!
لا أعلم فكرة من وكيف تم إقرار هذا الدليل ومن أراد أن يصعد هنا وما الأهداف التي حددت على ضوئها هذه الأدلة عهد قيصر؟!
فجوة سحيقة بين المأمول والطموح وما نراه على أرض الواقع...
أيها الفيصل وابن الفيصل ذاك الذي قرن التعليم بالنهوض بصرف النظر عن إمكانات مادية وإنشائية ووسائل حديثة نحلم بها، هناك قاعدة تنهض عليها التربية ثم التعليم..
ألا وهو المعلم الأساس المتين لكل طموح.... انتقاء المعلم وتأهيله ثم تأهيله وأيضاً تأهيله تربوياً وعلمياً ومادياً....
الواقع المرير الآن أن المعلم يؤهل بمنهجية ممسوخة الأداء بعد إقرار خطة وتصديرها للمدارس وفرضها بشهر أو فصل دراسي تبدأ إدارات الإشراف تأهيل المعلم بسحبه من اليوم الدراسي لمدة يوم أو يومين وفي أحسن أحواله أسبوع... تأهيل ناقص في كل شيء وبعدها نشتكي من سوء التطبيق وضعف الأثر وفشل البرامج!!
ونقف عند تأهيل المعلم تربوياً وفهمه لدوره الحقيقي وليس تقييمه بأساليب محاسبة توقع المجتهد وصاحب الرسالة في ذات الميزان مع معلم يهدم أكثر مما يبني، بل يعطي قدوة غير مأمولة!!
وهذا ما خلق مربين ليسوا بمربين ومعلمين ليسوا بمعلمين، وأفرز كل هذا جيلاً يفتقد القدوة المربية الوطنية المنتمية؛ فمنهجية تقييم المعلم وأمانه الوظيفي قتل روح الإبداع وكرس الروح الانهزامية وجعل من أنصاف المعلمين ابتلاء تعج به بعض المدارس ولم يعد هناك من هم إلا محاولة رتق خلل الجدول المدرسي كماً لا كيفاً وما الحيلة فليس هناك لا رادع ولا حافز!!
إنه المعلم أيها الفيصل، فمهما كانت الإمكانات ومهما كان المنهج ولم يكن معلم فنحن لن ننهض، وعندما نجد المعلم المؤهل ولو تحت سقف خيمة سنجد جيلاً طيب الأعراق.... وساعتها نتحدث عن الإمكانات بكل أشكالها وتكريم المعلم لنوصله عنان السماء.....
هناك كثير من الدعوات والأمنيات خلفك خالد الفيصل كلها صدق وترقُب وما أكثر العقول التي ترقب...