قرأت في عدد (الجزيرة) رقم 15141 في 12-5-1435هـ ما كتبه الدكتور عبدالعزيز السماري عن ألبان وأبوال الإبل المريضة ثم قرأت في العدد رقم 15149 في 20-5-1435هـ رد الدكتور عبدالله بن راضي المعيدي ثم قرأت في العدد رقم 15152 في 23-5-1435هـ رد الدكتور السماري، وتعليقاً على الموضوع أقول ما بال البعض يصرون ويقرون ويحثون الناس على التداوي بأشياء قد عفا عليها الزمن، قد تكون صالحة في عصرها وزمانها لعدم وجود البديل المضمون للتداوي والمتوفر في هذا العصر، والغريب والعجيب أنهم يعتبرون أن التداوي بها جزء من تعاليم الدين الإسلامي وأن من يخالفهم في هذا الرأي يتجرأ على دين الله، وهذا اعتقاد خاطئ؛ لأن التداوي بألبان الإبل وأبوالها حتى ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم رهط عرينة وعكل بالتداوي بها فهي ليست من أمور الدين ولكنها من أمور الدنيا، وقد قال عليه الصلاة والسلام أنتم أعلم بدنياكم، ومن واجب العلماء والمثقفين ووسائل الإعلام والمتخصصين من الأطباء توعية العامة بأخطار شرب ألبان وأبوال الإبل المريضة للتداوي بها وأن يتداووا بالأدوية التي يصفها الأطباء المتخصصون ويتجنبون أدوية وخلطات العطَّارين ووصفات كتب التراث وتطبيباتها فهده قد انتهى عصرها وزمانها.
وأخيراً أقول إن إبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر ومناقشته بهدوء وواقعية دليل على الثقافة والتحضّر.