الشاعر فاروق شوشة يقول في ديوانه (الدائرة المحكمة):
على جناح الصيف يرجعون
تلقي بهم مدائن الغربة والعراء والحنين
في مفارق الطرق
مغلولة أيديهم إلى خزائن الأشواق
مشدودة عيونهم إلى حقائب السفر
مدموغة وجوههم بوشم عام محترق
تساقطت أيامه في هوة الزمن
مشرعة آذانهم إلى نداء بالرحيل
وخطوهم يسوخ في عبء الأسى الثقيل
وفي العيون بعض ما تخلف الصحراء من غبار
وفي الحلوق بعض ما استقر من أسن
تتابعت حقائب المحملين والمزوّدين
واختلطت مواكب المشيعين والمودعين
وانفتحت خزائن المحدقين في انبهار
وليس في الجراب غير كومة من السنين
وحفنة من المحار
لعلها من بعد طول النأي والترحال والطواف
ورحلة الخريف والجفاف
لعلها الثمن!