الشاعر محمود درويش يقول في ديوانه (أحبك أو لا أحبك):
أشجار بلادي تحترف الخضرة
وأنا احترف الذكرى
والصوت الضائع في البرية
ينعطف نحو السماء ويركع:
أيها الغيم!
هل تعود؟
لست حزينا إلى هذا الحد
ولكن، لا يحب العصافير
من لا يعرف الشجر
ولا يعرف المفاجأة
من اعتاد الأكذوبة
لست حزيناً إلى هذا الحد
ولكن لا يعرف الكذب
من لم يعرف الخوف
)()(
أنا لست منكمشاً إلى هذا الحد
ولكن الأشجار هي العالية
سيداتي، آنساتي، سادتي
أنا أحب العصافير
وأعرف الشجر
أنا أعرف المفاجأة
لأني لم أعرف الأكذوبة
أنا ساطع كالحقيقة والخنجر
ولهذا أسألكم:
اطلقوا النار على العصافير
لكي أصف الشجر
أوقفوا النيل
لكي أصف القاهرة
أوقفوا دجلة أو الفرات أو كليهما
لكي أصف بغداد
أوقفوا بردي
لكي أصف دمشق
وأوقفوني عن الكلام
لكي أصف نفسي..