في إحدى قصص مجموعتها (الوفاء امرأة) تقول القاصة سارة الخضير: في خضم تحضيري هذه الأيام لزفافي .. كنت أرقبها .. بإطلالتها الهادئة .. ومسحة من حزن عميق تلقي بظلالها على قسماتها .. عيناها الساجيتان دوماً .. الغارقتان بتأمل ملتاع في ماض لن يعود ..
أختي منيرة ..
أو فلأقل عنها.. الوفاء.. حين يتجسد في صورة أنثى .. هذه المخلوقة الرقيقة كوردة .. الشفافة كدمعة .. العذبة كقطرة ندى .. لها قصة .. هي من أعجب القصص وأشجاها .. قصة حبها .. قصة فجيعتها .. قصة أوجاعها .. وحكايات كثيرة .. ترويها دمعاتها الصادقة في تساقطها كلما حضرت زفافاً أو ذكر اسم (سعد) أمامها..
كانت .. في بواكير العشرين .. وإطلالة الصبا .. حين رسمت مع سعد ابن عمتنا أروع قصص الحب التي سمعناها أو قرأناها .. فضلاً عن أننا عايشناها ..
كان سعد نقيباً عسكرياً .. ويعمل في السلاح الجوي .. وكان كأقرانه ذلك الوقت .. حلم أي فتاة .. بشاراته العسكرية اللامعة على كتفيه .. بقامته الرياضية الممشوقة .. وبلونه الأسمر الذي لوّحته التدريبات القتالية.