أيام قاسية جداً عاشها العالم وسط ترقبه لمصير الطائرة الماليزية المفقودة والتي اختفت عن شاشات الرادار بعد إقلاعها، كل الإمكانات التي سخّرت لاكتشاف مصير الطائرة ومن قبل دول عديدة لم تفلح لأيام في معرفة مصيرها، معظم الفضائيات العالمية خصصت بثها ترصد الحدث وتستضيف الخبراء والمحللين وتلتقي أهل المسافرين في الطائرة.
ساعات وأيام والمصير طي المجهول والتوقعات تختلف بين مؤيد لاختطافها ومؤكد لسقوطها في غياهب المحيط الهندي، وبين هذا وذاك بقيت صراع التفكير بالإرهاب الذي يمكن أن يكون قد تعرض له ركاب الطائرة المنكوبة، والإرهاب يمكن أن يأتي من التقنية التي كثرت خياناتها في عصرنا هذا.
نعم تخوننا التكنولوجيا أحيانا، فتخفق في إنقاذ الأرواح التي استأمنتها، فلا تعمل أجهزة الاتصال في الطائرة ولا أجهزة الرادار التي يمكنها أن تكشف موقعها، ولا حتى الهواتف الجوالة للركاب التي كان يمكن أن يستخدمها الركاب للاتصال بذويهم لإخبارهم على الأقل بما يحدث، وبالتالي يمكن للستار أن ينكشف باكرا عن مصيرهم.
وفي خضم انشغال العالم أجمع بهذه المأساة وتعاطفه مع ذوي الضحايا كان يشغلني ارهاب آخر وجد سبيله إلى عالمنا وهو الذي قد يقوم به بشر لاختطاف الطائرة إما لمقايضة السلطات على ثمن تحريرهم أو طلبات أخرى، وقد تراءى هذا الخيار ممكنا وسط ما أشيع عن إمكانية اختطاف فئة دينية واختيارها الخطوط الماليزية لذلك السبب والذي لا أحب ذكره هنا.
انسدل الستار أخيرا على هذه القصة المؤلمة للطائرة المفقودة التي اكتشفوا أن المحيط ابتلعها كما ابتلع الضحايا الذين لم ينج أحد منهم حسب الأخبار المعلنة لوقت كتابة المقال، ولم يبق لنا إلا أن تترقب العثور على الصندوق الأسود عله يأتي بما لم نزوّدِ.
تبقى الأرواح طي الغياب وتلك الصرخات والأصوات التي طلبت النجدة في لحظات الحياة الأخيرة التي سبقت الموت، ويبقى السؤال؛ هل خانتنا التقنية أم أن الإنسان الذي ابتكرها خانته كفاءته !!؟
من أول البحر
كان يا مكان
سأقول لنفسي التي ضاع صوتي
ينادي عليها:
هوينك، إني ضللت المدى
والبعيد بعيد
إلى ما نهاية كان غرامي
ولما ابتدأت
أضعت النشيد
مثل يمام هو النبض بي
كأمواج يمٍّ
كأوراق صيف
ونبضي شريد
أنين الأساطير تعوي بليلي
وحلمي محال
محال..
محال
وأنا ما بعد صيف طويل
وصبر قليل
فإني أراني:
مواسم قلبي قفار
ويأسي منال