ليست الأولى ولا هي أخيرة أن يقوم أبناء الساحلين الشرقي والغربي بإضفاء لمساتهم الجمالية على شواطئ بحارهم، وقبل أيام قدر لي أن ازور المنطقة الشرقية واحظى بجولة في منابع الإبداع فيها مع الزميل الفنان المتألق خلقا وإبداعا تشكيليا إبراهيم بن عمر مدير فرع جمعية التشكيليين في الدمام، وكان ضمن جولتنا وقفة سريعة على مشروع شبابي يقوم على تنفيذه مجموعة من التشكيليين من محافظة القطيف على شاطئ محافظتهم، من خلال تنفيذ مجوعة من اللوحات الفنية على الأحجار الفاصلة بين ممر المشاة على الكورنيش وبين البحر، منحوا بها للشاطئ جمالا على جماله، وقدموا للمشاة ومرتاديه الكثير من الاستمتاع، هذا العمل لم يكن ليتحقق لولا تعاون أطراف كثيرة يعي المسؤولون فيها أهمية الإبداعات البصرية التي يمثلها هذا الموقف الذي تمثله الفنون التشكيلية، لقد برزت الكثر من الرموز والإيحاءات التي أحالت كتل الحجر الصامتة إلى لوحات تنطق بالجمال.
لقد كان لتعاون بلدية القطيف ولجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف وإيمانهم بالقدرات التي يمتلكها منسوبي نادي الفنون، وكذلك الفنانين والفنانات ومساهمة نخبة من المتطوعين. ما نتج عنه ثمرة يانعة تلقتها أعين زوار كورنيش القطيف تتألق ألوانا وخطوطا.
يقول الفنان علي الجشي أحد المشاركين والمنظمين أقدم شكري لجميع من أسهم في إنجاح المشروع.
على رأسهم لجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف ونادي الفنون، وبلدية القطيف، وكذلك الفنانين والفنانات والكادر المتطوع، ممتلكي الإحساس البصري الناضج، واهيب بكل من يشاهد تلك الإبداعات أن يتريث في إطلاق العبارات قبل أن يشاهد الأعمال عن قرب ويجلس ويتأمل، فما يتم تنفيذه على الصخور ليس تشويها ما دامت لم تلغِ جمال الطبيعة.
ويضيف الجشي قائلا : ما أجمل العين المبصرة عندما تتأمل وتحدق بألوان الطيور والأزهار، وخضرة الحدائق، وزرقة السماء، وجمال الأمواج الهادئة !
كل ذلك يتبادل كإطار يحيط بتلك العين مكونة إيقاعاً لونياً وموسيقياً متناغماً، تلك هي الطبيعة الجميلة التي وهبنا الله تعالى ومن واجبنا ليس المحافظة عليها فقط، بل الإحساس بها، فهي تمتلك شحنة إيجابية تجاه همومنا وآلامنا، فنحن ندركها بأحاسيسنا، فكل شيء غير مستساغ يثير فينا انزعاجاً كبيراً فنحاول بعيننا المبصرة أن نترجم المشهد الجميل ونقارنه بغير الجميل، ونخلق قضية نعالجها بعقولنا وقولبنا المحبة للمجتمع والبيئة . وبطبيعة الإنسان يميل للتغيير وحل المشكلات، ومحاولة زرع الجمال الروحي والمادي من أجل تحقيق مبدأ التغيير.
شارك في تنفيذ اللوحات خمس وأربعون فنانة وفنانا تم توزيعهم بمعدل ست قطع حجرية لكل فنان على امتداد الكورنيش.