تزخر ساحة الشعر الشعبي المعاصر بالكثير من أسماء الشاعرات ذوات العطاء المتنوع وحين يتفحص المتابع المهتم بنتاج الشعر النسائي في الساحة يجد قلة من الشاعرات يمتلكن موهبة حقيقية ويقدمن شعراً يروي الذائقة ويطرب المتلقي، والملاحظ على هذه القلة من الشاعرات المبدعات عدم تهافتهن على مناطق الضوء واكتفائهن بكتابة القصائد وانتشارها داخل دوائرهن الضيقة أو في بعض مواقع التواصل الاجتماعي فبالكاد نجد لإحداهن مشاركة في أمسية أو حضور في منبر إعلامي وهذا لا يتأتى إلا بعد إلحاح شديد رغم تلهف المتلقي الواعي لعطائهن المتميز.
وفي الجانب الآخر من المشهد الشعري النسائي نجد الكثير من الشاعرات بعضهن ذوات موهبة محدودة يتهافتن على منابر الإعلام ويتزاحمن على منصات الأمسيات ويتسابقن على مناطق الضوء بكل أشكالها وتحت أي مسمى وأغلب هؤلاء الشاعرات لم تستطع أن تصنع لها مجداً شعرياً وأثراً يبقيها طويلاً في ذاكرة المتلقي المحب للشعر والمتعطش له.
وتظل الموهبة الحقيقية هي المنتصرة في النهاية فلا الركض المحموم ولا الحضور غير المدروس خلف مناطق الشهرة تصنع شاعرة مبدعة متميزة ما لم تمتلك موهبة راسخة قادرة على الاستمرار والصمود ولا الانكفاء على الذات بإمكانه حجب شاعرة متمكنة من أدواتها وواثقة من موهبتها فالعطر تفضحه رائحته.