جميع التقارير التي تناولت انعقاد القمة العربية في الكويت، التي بدأت أمس، أشارت إلى تواضع التوقعات، وأن القمة التي تعقد في ظروف حرجة، تمر بالعديد من الدول العربية، لن تستطيع أن تفعل شيئاً أمام انقسام واضح وتباين في توجهات الأنظمة العربية التي تعمل بعضها ضد مصالح الشعب العربي، ولا تخجل من عقد تحالفات مع أنظمة تعمل ضد العرب، إلى حد المشاركة في قتل وإبادة العرب في أكثر من قطر عربي، كالذي يفعله النظام الإيراني في سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين.
العرب يواجهون معضلتَيْن مستعصيتَيْن على الحل: الأولى القضية الفلسطينية التي تعدى عمرها الستين عاماً. والمأساة السورية التي دخلت عامها الرابع.
الأولى المتسبب بها، الذي يعمل على إطالتها، عدو محدَّد. وحتى الذين يدعمونه معروفون ومشخصون.
وقد اتفق العرب على التعامل مع العدو (الكيان الإسرائيلي) على أنه الطرف الذي يعرقل حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً.
ورغم اختراقات الوجود الإسرائيلي في أكثر من بلد عربي، التي تجاوزت الدول المجاورة للفلسطينيين إلى دول أخرى في الخليج، وعلى المحيط، إلا أننا ما زلنا نعتبر إسرائيل عدواً للعرب؛ يحتل أراضيهم، ويسوم أبناءهم الفلسطينيين سوء العذاب.
أما المأساة الأخرى (المأساة السورية) فرغم أن النظام الإيراني يقوم بدور واضح في قتل الشعب السوري بصورة مباشرة عبر جيشه الرديف (الحرس الثوري)، ويدعم جيوشاً أخرى طائفية، استقدمها من لبنان والعراق وحتى اليمن، إلا أن بعض العرب لا يزال متردداً في تشخيص الحقيقة، والنطق بما يراه على أرض الواقع.
وللأسف نقول، والمرارة تملأ أفواهنا: إن بعض العرب لا يزالون يدفنون رؤوسهم في الرمال.
إيران تحارب بجيشها في سوريا، وبجيوش المليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية وبعض الفلول المذهبية من اليمن والبحرين، وحتى الهند وباكستان، ومع هذا لا يزالون يعتبرون النظام الإيراني من المقاومين للاحتلال الإسرائيلي، ومن جماعة الممانعين.
إيران التي تحتل بجيوشها الأرض السورية، وتقتل أبناء الشعب السوري ببنادق الحرس الثوري والمليشيات الطائفية العميلة لها، لا يزال بعض العرب يعتبرونها حليفاً، ولا ندري كيف يكون هذا النظام حليفاً وهو الذي تحتل جيوشه وعملاؤه الأرض السورية، ويثير الفتنة في العراق ولبنان واليمن والبحرين؟
أمام قمة الكويت جدول أعمال حافل، وسوف يتبارى القادة في إلقاء كلماتهم، ويطالبون بتحرير فلسطين، وحل المأساة السورية، ومع هذا لم يقوموا حتى بخطوة رمزية بإعطاء مقعد سوريا للمقاومة السورية التي تحارب عن العرب جميعاً؛ لأنه لو بقي نظام بشار الأسد وقضى على المقاومة الشعبية السورية لامتد الاحتلال الإيراني من الأحواز إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا.
كان على قمة الكويت أن تضع موضوعَيْن فقط لمناقشتهما: تحرير فلسطين والضغط على الوسيط الأمريكي لإنجاز حل عادل، وتحرير سوريا من الاحتلال الإيراني بدعم الثورة السورية بالمال والسلاح وفتح السفارات السورية في الدول العربية للثوار السوريين.