دائماً ما نتابع في طيات صحيفة الجزيرة وما تحمله من أخبار تهم جميع فئات المجتمع سواء على الصعيد المحلي أو العالمي وتعتبر الجزيرة وجبة ثقافية يومية شاملة كاملة بكل صفحاتها، فقد اطلعت على كاريكاتير الأستاذ هاجد في العدد 15133 يوم الأربعاء الموافق 5 مارس 2014م المتضمن رسم صورة معبرة تغني عن مائة مقال وتصور محطات الـ(إف إم) والكم الهائل الذي نتلقاه من برامجها التافهة والمواضيع التي لا قيمة لها واختصرها الكاريكاتير بوضع جدول البرامج كالتالي:-
ما هو فطورك هذا الصباح؟
ما هو مزاجك اليوم؟
ردد هذه الجملة 10 مرات.
وفي اعتقادي الشخصي أن العاقل يخجل عند ما يستمع لبعض من المواضيع التي تناقشها هذه الإذاعات حيث يتم تبادل التحايا بين الشباب والإهداءات التافهة كإهداء أغنية لفلان والأغنية لفلانة، ومن أغرب ما سمعته أن أحد مستمعي هذه الإذاعات يهدي أغنية لأحد والديه! فهل هذا من باب البر بهما أم هي التربية؟ وإن كانت كذلك فأقول أنعم وأكرم بها من تربية!
ناهيك عن برامج أفضل 10 أغاني وأفضل مطرب أو مطربة وصوت لفنانك المفضل وتبدأ الحرب بين المراهقين بالدفاع عن مطربه المفضل بإرسال كم هائل من الرسائل حتى لا ينزل مطربه عن ترتيبه السابق! فإلى أين ستقود شبابنا هذه البرامج؟ وماذا استفاد منها؟
أصبح للأسف جل اهتمام القائمين على الإذاعات الدخيلة التركيز على فئة معينة من المجتمع وهم المراهقين وليس ذلك بتثقيفهم أو حثهم على التحلي بالخلق والتربية السليمة أو غرس القيم والمبادئ الوطنية بل بتحريك الغرائز وبث الأفكار الغريبة التي تسيء للدين والوطن.
أستحلفكم بالله ما الفائدة المرجوة من مثل تلك المواضيع الهابطة؟ وما المردود منها سوى استقطاب هذه الفئة وهم بناء الغد ونرى فيهم مستقبل بلادنا حيث تنظر هذه الإذاعات لمصلحتها المادية فقط بزيادة عدد الاتصالات والرسائل وعدد المتابعين.
وهنا نقول: أين دور وزارة الثقافة والإعلام برقابة مثل تلكم المحطات وبرامجها؟ وأليس الأحرى بالوزارة أو هيئة الإذاعة والتلفزيون المراقبة المستمرة ووضع نظام صارم وذلك على الأقل حفاظاً على الذوق العام فقط إذا لم يعنيهم شيء آخر.
وأقترح تبني التوصيات التي تطرح في مجلس الشورى وأخص توصية الدكتور سعود الشمري التي تضمنت على أن تعيد وزارة الثقافة والإعلام النظر في المحتوى الإعلامي والثقافي لإذاعات الـ(إف إم) الخاصة وإلزامها بتقديم خطة لبرامجها ربع سنوية ولا تقل نسبة البرامج الثقافية والمسؤولية الاجتماعية عن 50% من المحتوى.
أو يتم فصل الثقافة عن الإعلام وبذلك لا حرج على وزارة الإعلام لأنها لا تعنى بالثقافة حيث كانت الإذاعات سابقاً منبراً للحضارة وللثقافة مثل إذاعة صوت العرب وإذاعة دولة الكويت وإذاعة لندن وأيضاً إذاعتي القرآن الكريم والرياض التي نأمل أن لا تنحى منحى إذاعات الـ(إف إم) ولا تفقد رسميتها والطابع الجاد والتنوع الثقافي فيها من برامج حوارية وتثقيفية تثري المستمع من ناحية تنوع محتواها الإعلامي.