ما إن تعلن اللجان الرئاسية المكلفة بإنهاء النزاعات المسلحة بين الطوائف والتنظيمات المسلحة في اليمن، عن نجاحها في وقف مواجهات مسلحة في إحدى المناطق، حتى تندلع مواجهات جديدة في منطقة أخرى وبصورة أعنف من سابقتها.
من محافظة «صعدة» إلى محافظة «عمران» ومناطق قبيلة «حاشد» و«أرحب» و«همدان» شمالاً، ومحافظات «الضالع ولحج» جنوباً, و«حضرموت» شرقاً, و«الحديدة» في الغرب.. بؤر توتر وصراعات مسلحة، لا شك في أنها تمثّل تحدياً كبيراً يواجه الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما تشكّل مصدر قلق بالنسبة للمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، وبخاصة رعاة المبادرة الخليجية الخاصة بالتسوية السياسية، من منظور أن هذه الأحداث والصراعات وبالقدر الذي تهدّد مستقبل اليمن السياسي وعملية التسوية ومستقبل البلاد برمته، فهي في الوقت نفسه تمثّل خطراً على الأمن الإقليمي وربما الدولي.
فبعد أيام قليلة من الإعلان عن وقف المواجهات المسلحة بين «الحوثيين» ومسلحي حزب الإصلاح «الإخوان المسلمين» في منطقة «همدان» المتاخمة للعاصمة اليمنية صنعاء، إذا باشتباكات جديدة وعنيفة تندلع في محافظة «عمران» إلى الشمال من - صنعاء.
هذه الاشتباكات التي اندلعت يوم الجمعة خلفت أكثر من عشرين قتيلاً وجريحاً.. فيما تفيد مصادر محلية أن مسلحين موالين للحوثيين، تمكنوا على أثر ذلك من السيطرة على عدة مواقع في مشارف مدينة «عمران».
الحوثيون اتهموا نقطة تفتيش أمنية عند أحد مداخل مدينة «عمران» بإطلاق النار على متظاهرين، ونتج عن ذلك مقتل ستة مواطنين وإصابة عشرة، قبل أن تتوسع الاشتباكات من خلال مشاركة مليشيات تابعة لحزب الإصلاح «الإخوان المسلمين» فيها، بحسب تصريحات صحفية لقيادات «حوثية»، وهو ما نفته قيادات من حزب الإصلاح.
فيما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية من جانبها أن جندياً من قوات الأمن الخاصة قُتل وأصيب ثلاثة آخرون، بينهم اثنان من قوات الجيش، في الاشتباكات التي اندلعت عند «نقطة» التفتيش.ورغم عودة الهدوء إلى المنطقة إلا أن التوتر ما زال قائماً، ويتوقّع مراقبون أن تنفجر الأوضاع مجدداً، وأن تعم المواجهات المسلحة كل محافظة «عمران» التي تقع مناطق قبيلة حاشد في نطاقها الجغرافي، وذلك بين «الحوثيين» ومسلحي جماعة «الإخوان» الذين تدعمهم قيادات عسكرية موالية لهم، كانت قد أعلنت انشقاقها عن النظام السابق خلال الأحداث التي شهدتها اليمن خلال العام 2011م.
وتأتي هذه التوقعات في ظل استمرار التوتر، جراء إصرار قطاع واسع من المواطنين ومعهم الأحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها «الحوثيين» في محافظة «عمران» على إقالة المحافظ محمد حسين دماج، الذي ينتمي لجماعة «الإخوان المسلمين»، واستبداله بآخر.
هذا فيما تعيش مناطق أخرى في توتر مستمر يجعلها مرشحة لاندلاع نزاعات مسلحة في أي وقت وبخاصة تلك المناطق التي سبق وأن كانت ساحة لمثل هذه النزاعات.