يتوجه الرئيس المصري عدلي منصور اليوم إلى الكويت لحضور القمة العربيَّة التي ستعقد يومي الثلاثاء والأربعاء، وتأتي أهمية هذه القمة، في ضوء تحوّلات وتحدِّيات استثنائية تواجه المنطقة العربيَّة، على المستويين الداخلي والإقليمي، وتمثّل القضية الفلسطينيَّة، إضافة إلى قضايا مكافحة الإرهاب، والأزمتين في سوريا وليبيا، وقال نبيل فهمي، وزير الخارجيَّة المصري: إن كلمة الرئيس منصور أمام القمة العربيَّة ستتناول الرؤية المصريَّة إزاء أهم القضايا العربيَّة المطروحة على الساحة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينيَّة، والأزمة السورية، كما ستركز على أهمية تطوير العمل العربي المشترك وتفعيل دور الجامعة العربيَّة على كافة الأصعدة، بما يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي العربي، فضلاً عن أولوية القضايا الثقافية التي تلعب دورًا مؤثِّرًا في تشكيل وعي ووجدان المواطن العربي، وما يرتبط بذلك من دور مهم للإعلام العربي، وأهمية القضاء على الأمية للنهوض بالمواطن العربي، وتزويده بالأدوات التي تمكنه من مواجهة تحدِّيات المستقبل، فيما أوضحت سياسيَّة بالقاهرة أن «منصور» سيركز في كلمته على ضرورة التعاون العربي لمكافحة الإرهاب وتفعيل الاتفاقية العربيَّة لمكافحة الإرهاب، وإدانة أيّ دعم معنوي أو مادي للإرهابيين، وسوف يتطرَّق إلى معاناة مصر في هذا الأمر، وتوضيح حقيقة حربها ضد الإرهاب الذي لا يتورع عن استهداف رجال الجيش والشرطة والمدنيين على حد سواء، بهدف ترويع الشعب المصري وتعطيل استحقاقاته الدستورية ومسيرته نحو بناء مؤسساته، وانطلاقته نحو الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعيَّة.
إلى ذلك يراهن المصريون على القمة العربيَّة في اتّخاذ مواقف حاسمة وصارمة باتجاه القضايا الحيويَّة والجوهرية خاصة الأعمال الإرهابيَّة والجماعات التي تنفذها والدول التي ترعاها خاصة أن مصر تعاني خلال هذه الفترة من الإرهاب الذي تدعمه دول إقليميَّة ودوليَّة، حيث أكَّد الدكتور بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر، أهمية القمة العربيَّة، وقال: «إن قمة الكويت تنعقد في ظلِّ تحدِّيات تواجه الدول العربيَّة وأخطرها الإرهاب الذي يضرب دولاً عربيَّة، فضلاً عن الانقسام في الصف العربي, «وأعرب غالي عن الأمل في أن تكون هذه القمة موعدًا لإعلان موقف عربي موحد تجاه محاربة الإرهاب الذي يُهدِّد الدول العربيَّة، موضحًا أن التعاون العربي البيني في مجال مكافحة الإرهاب يمثِّل رسالة للمنظمات الدوليَّة المعنية وشعوب العالم تؤكد أهمية التعاون الدولي في الحرب على الإرهاب والجريمة الإرهابيَّة باعتبار أنها تنتهك الحق الأصيل للإنسان في العيش الآمن الكريم وذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتحديث الديمقراطي في المنطقة وهو ما ينعكس على الأمن والسلم الدوليين، ورحب غالي بأية خطوات تصب في اتجاه التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وتبادل المعلومات والخبرات.
فيما قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجيَّة المصري الأسبق ورئيس حزب المؤتمر: إن قمة الكويت تختلف عن أيّ قمة سابقًا حيث يأتى توقيتها بعد تداعيات ثورات الربيع العربي واختلاف نتائجها من دولة لأخرى وأضاف العرابي أن القمة ستبحث وضع ميثاق شرف يحدد تدخل الدول في شؤون دول أخرى، ومكافحة الإرهاب في الوطن العربي من خلال محاور مُتعدِّدة، وطالب العرابي أن تبحث القمة كافة القضايا العربيَّة ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينيَّة والأزمة السورية وتطورات الوضع في ليبيا، فضلاً عن جهود إصلاح وتطوير الجامعة العربيَّة.
وأشار إلى ضرورة خروج القمة بالتقديرات السليمة لحجم المخاطر والتحدِّيات التي تواجه الأمة العربيَّة لضمان تحديد الإجراءات المناسبة لمواجهتها.
وأضاف أن أهم وأخطر هذه القضايا هي قضية الإرهاب ولا بد أن تكون على رأس الموضوعات المطروحة في قمة الكويت نظرًا للتحدِّيات التي يواجهها العالم العربي في هذا الشأن، فضلاً عن مخاطر الطائفية والمذهبية التي أصبحت تُهدِّد هوية ونسيج المجتمعات العربيَّة.
كما دعا الدكتور عبد العزيز عبد الله رئيس منظمة الشعوب والبرلمانات العربيَّة، قمة الكويت إلى دعم موقف مصر في حربها على الإرهاب حتَّى تعود إلى سابق عهدها ويعود الأمن والاستقرار إلى كافة الدول العربيَّة باعتبار أن أمن مصر هو من أمن الدول العربيَّة.
وطالب الدول العربيَّة بتوقيع ميثاق موحد للقضاء على الإرهاب وكافة الجماعات الإرهابيَّة ومن يدعمها ويمولها، في حين أكَّد ناجي الشهابي المنسق العام لأحزاب التيار المدني بضرورة اتِّخاذ القمة لموقف حاسم ضد الإرهاب، موضحًا أن «دعم الاقتصاد المصري، على غرار الدعم الذي منحته القمم العربيَّة لدول المواجهة بعد حرب 67، أصبح ضرورة لكي نحافظ على مصر وجيشها كعمود للخيمة العربية.