لا تحتاج إلا لجهود بسيطة لتتبع أخبار جامعة الإمام بإدارتها المتميزة التي يتولى قيادتها معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل, وستجد بكل وضوح أن هذه الجامعة قد حققت الرؤيا التي وضعت لها وألزمت نفسها بها, الرؤيا الحقيقية لمفهوم الدعوة الإسلامية بالعمل قبل القول, الفكر الذي تنتهجه إدارة الجامعة جلي أنه مستمد من مبدأ «دع إنجازاتك تتحدث عنك», وآخر هذه الإنجازات وليس آخرها هو توجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- بدعم كلية الطب في جامعة همدارد الهندية بمبلغ 5 ملايين دولار.
التفاصيل التي أعلنت عن الاتفاقيات الموقعة بين جامعة الإمام وجامعة همدارد كلها تصب في خانة التعاون المشترك والإيجابي, حيث سيتم إنشاء كلية طب في الجامعة الهندية تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, لكن ما علينا قراءته بالإضافة هو ما بين السطور وما تحمله معاني هذه الاتفاقيات وهكذا أنواع من الدعم.
سأنظر متهجدا إلى الحدث من وجهة نظر غير سعودية وبالأخص من وجهة مواطن هندي, فهذه الكلية المراد إنشاؤها -إن شاء الله- بدعم سعودي وتحمل اسم خادم الحرمين الشريفين، ستخدم هذا المواطن الهندي, وبالتالي ستخدم المجتمع هناك بشكل عام, وبنظر أكثر توسعا وفي ظل العالم هو الآن قرية صغيرة فإن نظرة الإنسان في كل مكان وعلمه عن هذه الكلية ومن دعمها وما هو الاسم الذي تحمله, ولنا أن نتخيل ما سيقع في أنفس هؤلاء البشر من حسن نية ومحبة وسلام.
قد تدعو إنسان إلى دين الحق وتجتهد في أن تهديه إلى خاتمة الرسائل, وأساليب الدعوة كثيرة لكن خيرها وأفضلها وأكثرها تحقيقا للنتائج هو عندما تدعو بعملك وحسن خلقك ومد يدك, مجرد أن يعرف العالم أن مثل هذه التوجهات والأفكار النيرة والسعي لخدمة البشر أينما وجدوا هو منبع الشريعة الإسلامية السمحة, ويقودها ملك قل وندر مثيله أسمى نفسه خادما لبيت الله, فإن التأثير سيكون كبيرا والنجاح برعاية الله مضمون, ومثل هؤلاء الرجال الذي يسيرون بنهج أبومتعب معالي أبا الخيل الذي وضع -حفظه الله ورعاه- ثقته فيهم فإن العمل والمسيرة ستخدم الوطن وبنفس الوقت ترضي الله عز وجل وتنشر بين الناس المحبة والوئام.