ما يقوم به في هذه الأيام المباركة صاحب السمو الملكي الأمير َخِالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود - سلمه الله - وزير التربيَّة والتّعليم من جولات استطلاعيّة مفاجئة على الصّروح العلمية والالتقاء مع الهيئة التّعليميّة التي تعمل في هذه الصّروح العلمية، إلى جانب عقد اللقاءات والاجتماعات مع القيادات التّربوية في كل أنحاء بلادنا المترامية الأطراف، وذلك من أجل الوقوف على سير العمليَّة التَّعليميَّة، إلى جانب أنها زاخرة بالمفاهيم والمعاني والآراء والأفكار والتّوجيهات السّديدة والنّصائح الهادفة والاهتمامات المؤثرة والعلوم والمعارف والآداب والفنون التي تأتي مصاغة في قالب أدبي جميل من هؤلاء الَّذين يعملون داخل الميدان التربوي، وذلك خدمة للعمليَّة التَّعليميَّة والتربوية والهيئة التعليمية وخدمة للأجيال الحاضرة، فالدول تتقدم وتتغير حسب تطور الأمم ونظمها الاجتماعَّية وحاجاتها وأغراضها في الحياة، كما أن مصانع الأجسام والعقول والأخلاق تبعاً لتقدم الزّمن وحاجات الأمم تتغير فالصّروح العمليَّة القديمة تطورت في ذلك الوقت بدرجات مختلفة، حيث تميزت هذه الصّروح بسمات رائدة تمتاز بالفخر والاعتزاز، فقد أنجبت العديد من الأدباء والمؤرخين والباحثين والأطباء ورجال الأعمال الَّذين أسهموا في خدمة الدّولة حسب آمال وتطلعات الدَّولة، فالدَّولة يجب أن تحدِّد أغراضها الَّتي ترمي إليها ثمَّ تعد صروحها على وفقها، فكل دولة تدرس حاجاتها ومرافقها المختلفة وتحدِّد ما يحتاج إليه كل مرفق وما يتطلبه من الثّقافة والإعداد - ثم تعد البراعم الناشئة في منشآتهم العلميَّة لمواجهة ظروف الحياة العمليَّة في مرافقها المختلفة حتى يكون التعليم في هذه الصّروح العلمية قوياً ونافعاً ومفيداً، فالصّروح الحقَّة والتربيَّة الصحيحة هي التي تنظر إلى أمرين هامين لابدَّ منهما : -أوَّلها - حاجة الأٌمَّة إلى المهن المتعدِّدة .
ثانيها - استعداد كل النّاشئة للأنواع المتعددة فهذا نابغ بيده - وهذا نابغ في الأعمال الإداريَّة والمالية.. وهكذا ثم يتجه التعليم على هذين الأساسين :-
1) أساس الغرض.
2) أساس الاستعداد.
وهي مهمَّة ليست صعبة على أكثر رجال التربيَّة الَّذين يبذلون الجهود في حلها - حيث إن الأمم الحيَّة أدركت هذه الغاية السّامية، فبدأت توجه الصّروح العمليَّة إلى الوجهة الصحيحة لأنها تعد شباب الأٌمَّة الَّذين هم عمادها وهم سبب نهضتها وتقدمها بين الأمم الأخرى، فالواجب على كل جهة لها علاقة بهم أن يمنحوهم فرصة التّقاط الأنفاس والبوح بما يكنونه في أنفسهم وما يجري في خواطرهم من أهداف وأمنيات شتَّى، تسهم في تقدم الوطن وتجعله كما كان القمَّة، فإن توجه الشّباب وإرشادهم وتلمس مشكلاتهم والعمل على حلها فيه خير كثير لكل من أسهم في ذلك، ولعل ذلك يكون عن طريق التّعاون بين المنزل والمدرسة من جهة والمنزل الإعلام من جهة أخرى، ذلك أن هموم الشّباب كثيرة وبعضها معقد ويحتاج إلى فهم عميق وجراح ماهر يلتمس موضوع الداء ليصف الدواء، ثم إن الشّاب مهما كان له أمنيات وآمال وتطلعات حيَّة يسعى لتحقيقها من أقصر الطرق وأيسرها لكن هل بمقدور أي منا فعل ذلك أو الحصول على بعض من ذلك دون بذل جهد معيَّن ....
عظم ذلك الجهد أم كان هيناً ... إذاً فالعمل مطلوب والسعي الدّؤوب له أمر متعيَّن على كل من يبتغيه ويطرق بابه، إذ إن السَّماء لا تمطر ذهبا ولا فضة والرزق لا يأتي إلا بالكد والكدح والصبر والمثابرة وإخلاص النية لله - عز وجل -.
ومن هنا تظهر ملامح الرِّسالة التَّربويَّة على السّطح بطريقة واضحة من قبل الهيئة التّعليميّة التي تعمل بكل جد ونشاط وهَّمة وإخلاص وأمانة في الميدان التَّربويِّ، فالمسؤوليَّة تخصُّ الجميع دون أي استثناء يذكر فعندما يشعر المرء بالمسؤوليَّة الملقاة على عاتقه - فهو السِّرِّ الَّذي يكمن وراء إنجازاته الموفقة والبارعة وبقدر شعوره بمسؤولياته فإنها تدفعه بكل طاقاته للإبداع والكفاءة، حتى لا تصاب الأمم في كل مراحلها بأدهى من فقدان أبنائها هذا الشعور وقناعتهم بالخمول والكسول والتواكل وتحثهم على الأسهل والأخف، بينما نجد أمماً أخرى يتمتع أفرادها بالأمانة والإخلاص وحياة الضمير ومراقبة الله قد حققت لنفسها ما لم تحلم به من منزلة عالية ومكانه مرموقة... فالشعور بالمسؤولية ليس صفة ينتحلها الصادقون والكاذبون لكنه إخلاص وأمانة في أداء الواجب.. فهذا هو الأمر الذي ينبغي أن يحققه كل فرد منا مهما كانت مسؤوليته .
فوزيرنا المحبوب - وفقه الله - يشد على أيدي الهيئة التَّعليميَّة التي تعمل في الميدان التَّربويِّ ويدعمها حباً واحتراماً وتقديراً، طالباً من هؤلاء المزيد والمزيد من الجهد والعطاء حتى يتحقق ما يتطلع إليه القادة في هذه البلاد المباركة.
فقد عبر وزيرنا الكريم عن شكره وتقديره لمن سبقه في هذه الوزارة من وزراء وقادة تربويين الذين بذلوا الغالي والنّفيس وأعطوا من وقتهم وتوجيهاتهم السّديدة وإرشاداتهم وفكرهم خدمة لأبناء هذا الوطن المعطاء.
وفي الختام، أسأل رب العرش العظيم أن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز وزير التربيَّة والتّعليم في رسالته التَّربويَّة الجسيمة لما فيه خدمة ديننا ووطننا وأبناء هذا الوطن المعطاء تحت قيادة باني نهضتنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز حفظهم الله من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.