أكد مدير إدارة المبادرات والبرامج بالإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل على أهمية تعزيز الأمن الفكري لدى الناشئة لمواجهة الأفكار الضالة والمنحرفة والتوجهات الخاطئة ، وضرورة رفع الوعي لدى الأسرة لمواجهة مثل هذه الأفكار الدخيلة داعياً إلى التنبه لها ومعالجتها بالأساليب التربوية الصحيحة . وطالب د. الهليل في محاضرة ألقاها خلال تدشين حملة (وطني أفديه ومن الإرهاب أحميه) التي نظمتها الابتدائية 137 للبنات بالرياض مساء أمس الأول بالاحتواء والتفاهم والتصالح مع الأبناء والبنات في جميع ما يهمهم ويشغلهم فكرياً بالدرجة الأولى مع ضرورة الاهتمام بإشباع الحاجات لديهم حتى لا يقعوا فريسة لاستغلال أصحاب الفكر الضال .
وقدم الدكتور الهليل العديد من الأمثلة الواقعية في الممارسات الإيجابية داخل الأسرة والمجتمع التي شدد على ضرورة تطبيقها كما قدم أمثلة للممارسات السلبية التي حذر من الوقوع فيها في محاولة لإبراز التفكير الناقد لدى الأبناء والبنات .
وشدد على أهمية تمتع الأبناء والبنات بالشخصية المستقلة التي تتمتع بالحصانة الفكرية وتكون بعيدة عن الانسياق للأفكار الضالة حماية لهم من أن يغرر بهم في مسالك الضلال الفكري والسلوكي .
وذكر الدكتور الهليل بعض العوامل المؤدية لتبني الأفكار المتطرفة كالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والثقافية والفكرية مؤكداً في الوقت ذاته على أن نشوء الظاهرة الاجتماعية لا يمكن إرجاعها إلى سبب أو عامل واحد في ظهورها أو انتشارها ومن ذلك ظاهرة الإرهاب التي يقتضي المنهج العلمي التأكيد على أن لها مجموعة من العوامل ساهمت في تشكيلها وظهورها .
فيما ختم محاضرته بالتأكيد على دور الأسرة والذي وصفه بالجوهري والبارز في التنبه لهذه العوامل داعياً إياهم إلى التعامل الإيجابي مع هذه المتغيرات .
وفي إشارة للحملة ذكرت الأستاذة طرفة المقبل إن من أهم أهداف الحملة نشر الوعي بين أولياء الأمور والطالبات وتعزيز العلاقة بين البيت والمدرسة في مجال الأمن الفكري ونشر قيم التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع منوهة بأهمية تحصين الناشئة من الأفكار المنحرفة.
وأوضحت أن الحملة تشمل على عدد من المناشط والفعاليات ومنها الإذاعة المدرسية والتي ستركز على مفاهيم الإرهاب والأفكار المنحرفة ومخاطر ذلك وأهمية تجنيب أفراد المجتمع من وقوعهم فريسة لأصحاب التطرف والغلو . وبينت أنه سيتم تفعيل حصص الاحتياط وذلك من خلال غرس قيم حب الوطن وأهمية المحافظة على ممتلكاته من عبث الإرهابيين والمنحرفين بالإضافة إلى شغل حصص النشاط من خلال تفعيل ورش عمل للرسم واللوحات الفنية التي تتحدث عن الإرهاب والغلو وأهمية محاربته ووضع مسابقات لأجمل خط وأجمل رسمة وأجمل تعليق عن الإرهاب والتي سيخصص لها جوائز عينية بالإضافة إلى توزيع كتيبات ومطويات وأشرطة توعوية عن الإرهاب مفسوحة من قبل الجهات المختصة. وتزامناً مع الحملة قدمت يوم أمس الأستاذة طرفة المقبل محاضرة للأمهات وضحت من خلالها دور الأم في مكافحة الأفكار الدخيلة على أبنائها وبناتها، مشددة في الوقت ذاته على عظمة ذلك الدور في حماية الأسرة من الأفكار المنحرفة كونها أكثر التصاقاً بأبنائها وأكثر اطلاعاً على مكنوناتهم بحكم العلاقة العاطفية والحميمية معهم.
وأكدت المقبل أن الأم أكثر معرفة بأي متغيرات طارئة تحدث في حياة الأبناء وبإمكانها أن تتعرف على ما يحدث بشأن التغيرات في أفكار الابن أو البنت خاصة إذا بدأ يميل نحو التطرف.
واستعرضت عددا من المؤشرات التي تظهر عند الأبناء في بداية تطرفهم مثل النزعة للتكفير أو الاستهزاء بولاة الأمر وتخوينهم أو الدخول على مواقع متطرفة، مؤكدةً على أهمية أن تكون العلاقة بين الأم والأبناء قوية لتمكنها من كشف هذه المؤشرات والعلامات والتعامل معها بجدية من خلال التركيز على تعاون البيت وولاة الأمور مع المدرسة وإمام المسجد فإذا لم تنجح تلك المؤسسات التربوية في إقناع الابن عليها اللجوء لأصحاب التخصص والخبرة في الجهات الأمنية ليتمكنوا من علاج الموضوع بشكل نهائي.