الزلفي - داود الجميل / تصوير - فهد العراجة:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشئون البلدية والقروية - حفظه الله- مساء أمس الأول حفل جائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم في عامها الخامس الذي أقامته جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة الزلفي بالقاعة الماسية، وذلك بحضور محافظ الزلفي الأستاذ فيحان بن عبد العزيز بن لبدة ورئيس الجائزة الأستاذ فهد بن فوزان الفهد وعدد كبير من المسئولين ووجهاء وأعيان المحافظة والمواطنين، وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة قدّم له كل من عبد الله بن محمد القشعمي وعمر بن عبد الله الطوالة وبدئ بالقرآن الكريم رتله الطالب عبد الله بن فهد الطوالة، ثم ألقى الشيخ عبدالرحمن بن محمد الحمد رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن وأمين الجائزة كلمة أوضح فيها أن كل احتفال يشرف بشرف الغاية التي أقيم من أجلها، فكيف إذا كانت الغاية من أسمى الغايات ومن أعظم المقاصد ومن أجل المطالب ومن أفضل الأعمال ألا وهي التشجيع والإسهام في تعلّم وتعليم كتاب الله عزَّ وجلَّ ففي الحديث الصحيح: «إن أفضلكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه».
لقد جمع القرآن الكريم أطراف المجد ووجوه الإعجاز والهداية للتي هي أقوم وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه، وأضاف قائلاً: نجتمع في هذه الليلة المباركة لنكرِّم الفائزين بجائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم، ولقد كانت الجائزة حافزاً قوياً ومشجعاً مستمراً لمن يتعلّم القرآن الكريم من البنين والبنات في هذه المحافظة، فجزى الله صاحبها والمحسنين كل خير وعلى رأسهم الوجهاء الكرام الفالح والطوالة وعلي العبدالكريم وعبد الرحمن الحلافي وجار الله العضيب وغيرهم من الداعمين والمتبرعين للجمعية.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
متعلمو القرآن العاملون به هم أهل التميّز؛ فقد ميَّزهم الله واختصهم بأهليته فهم أهل الله وخاصته الذين ملأ القرآن قلوبهم وعطَّر أسماعهم وزكّى أفواههم وأثّرت تغاريد ألفاظه في تحسين سلوكهم، حقاً إنهم مميزون لذلك كانت وما زالت جائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم تشق طريقها نحو الاستمرار لدعم التميّز والوصول إلى أعلى درجات الجودة على قدر الاستطاعة فهي تعنى بقياس جودة وعطاء المعلم والمعلمة والطالب والطالبة والمدير والمديرة ليزداد البذل والعطاء والحفظ والإتقان.
وإن المتأمل للجهود المبذولة من لدن قادة بلادنا المباركة لخدمة كتاب الله عزَّ وجلَّ يُسر بما توليه الدولة وفّقها الله من عناية فائقة بتعلّم القرآن وتعليمه طباعةً وتوزيعاً وترجمةً لمعانيه وتعليماً له في التعليم العام والعالي وافتتاح الجمعيات في كل منطقة ومحافظة ومركز وإقامة المسابقات وتقديم الجوائز والحوافز كل ذلك وغيره كثير, يثلج الصدر ويسر الخاطر فجزى الله ولاة أمرنا كل خير.
شكراً جزيلاً لكم بلا حدود فما قدّمتموه لنا لا يكفيه شكرٌ باللسان ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه خاصة وأنكم قد غمرتمونا بتجاوبكم وتشجيعكم عذراً عذراً فشكري غير كاف وعذراً عذراً فالتعبير غير واف وهذا الحفل جهد بشري يقع فيه الخطأ والتقصير، والعذر عند كرام الناس مقبول.
تلاها نماذج من قراءات الطلاب وفقرة بعنوان (همسات) قدّمها الطالبان ثابت البحر وبسام البهلال عن فضل القرآن الكريم ومعجزاته.
بعد ذلك ألقى رئيس الجائزة الأستاذ فهد بن فوزان الفهد كلمته بهذه المناسبة قال فيها: إن المنةَ لله أن هدانا للإسلام وكفى بها منة، وعلمنا الحكمةَ والقرآن، واختصنا باستيطان بلاد تحتضن الحرمين الشريفين ومستنزل وحيه، ومنّ علينا بالعيش في دولة يُحكّمُ فيها بكتابَ الله وسنةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وقيادةٍ تشجع جهودَ العناية بكتاب الله بدءاً من خادم الحرمين الشريفين وسموِّ ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وما تجاوبُ سموكم الكريم وتشريفُكم لنا سوى جزءٍ من هذه العناية.
والفضل له سبحانه أن يسَّر لعباده دروب الخير، ودلَّ من يشاء إلى مسالك الفضل، وأن أنعم سبحانه على والدنا الشيخ فوزان بن فهد الفهد - رحمه الله- بشرف العمل مع أهلِ الله وخاصته، أهل القرآن، ويسّر له خدمةَ كتابِ الله العظيم في بلدته التي أحبها وأحب لها الخير، وأسأل الله جلَّ في علاه كما جمعنا في هذه الليلة المباركة التي نتقلب فيها في روضة قرآنية، أن يجمعنا ومؤسسَ الجائزة ووالديْكُم في روضةٍ من رياض جنانه.
يأتي استمرارُ الجائزةِ في عامها الخامس تأكيداً على خيرية هذه الأمة في كلِّ مكان، وتعلّق أبناء الإسلام بكتاب الله العزيز، ومن ذلك تزايد الإقبال على المشاركة في هذه الجائزة التي تتطور عاماً بعد عام.
ولأن من لا يشكر أهل الفضل لا يشكر الله، أجد لزاماً علي أصالة عن نفسي ونيابة عن مجلس إدارة جائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم أن أزجي أسمى آيات الشكر والتقدير لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالزلفي ولجميع العاملين والعاملات بها وعلى رأسهم رئيس الجمعية وأعضاء مجلس الإدارة التي تأتي هذه الجائزة كثمرة يانعة من الثمار الطيّبة التي تقدّمها الجمعية.
وكذلك أتقدّم بالشكر لأهل هذه المحافظة الأوفياء الأكارم وعلى رأسهم سعادة الأستاذ فيحان بن لبدة محافظ الزلفي الذين لا يدخرون جهداً ومالاً في خدمة هذه المحافظة ودعمهم لهذه الجائزة على وجه الخصوص ولكم أنتم أيها الحضور الكرام على دعمكم وتشريفكم لهذا الحفل.
اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى إخواني وأبنائي الدارسين والدارسات وأهنئ جميع الفائزين والفائزات بجميع فروع الجائزة حاثاً إياهم لمواصلة الجهود والارتقاء لدرجات أعلى سائلاً الله لهم التوفيق والسداد وأن ينفع بهم أمتهم ووطنهم الحبيب.
و في الختام، أكرر الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير منصور على تجشمه عناء السفر والمشقة وتشريفه حفلنا الليلة الذي كان لرعايته الكريمة عظيم الأثر في نفوس المتسابقين بشكل خاص وعلى المحافظه بشكل عام، وأسأل الله أن يكتب خطواته، ويعلي درجاته، ويزيده رفعةً وفضلاً.
ثم قدمت نماذج من قراءات الطلبة بعدها ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب كلمته بهذه المناسبة قال فيها:
الحمد لله عزَّ وجلَّ أن يسّر لنا في هذه الليلة المباركة في محافظة الزلفي أن نسعد جميعاً برعاية جائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم والتي تهدف لحفظ القرآن وترتيله والاستنارة بما يحمله هذا الكتاب من قيم وإرشادات ومعان بعثت للبشرية جمعاء
إخواني الكرام الحمد لله أولاً وأخيراً أننا في هذا الوطن منذ تأسيسه على يد المغفور له بحول الله الملك عبد العزيز إلى يومنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- ونحن ننعم بأن أسس المنهج في حكمنا مبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهما الحاكم والمرجع لجميع أنظمتنا وتشريعاتنا وقيم الإسلام العظيمة هي التي تحدد انطلاقنا للتنمية والتعليم ولذا والحمد لله أننا في هذه الليلة وفي اجتماعنا هذا نجسد واقع اهتمام هذا المجتمع بكتاب الله من خلال ما يقدّم من تشجيع وتحفيز لأبنائنا وبناتنا لحفظ كتاب الله وحسن ترتيله، والدولة والحمد لله ساهمت مساهمات طيبة لتشجيع مدارس تحفيظ القرآن وإقامة المناسبات التنافسية والاجتماعات الدولية ولم تساهم الدولة فقط، بل إن هنالك العديد من أبناء هذا الوطن وفّقهم الله وأعانهم لكي يعاونوا الدولة في هذا النهج والمرحوم إن شاء الله الشيخ فوزان الفهد رحمه الله عمل من خلال هذه الجائزة لكي يخدم هذه المحافظة وأبناءها لكي تتواصل الرسالة التي بني عليها هذا المجتمع بحفظ القرآن وترتيله، فله منا الشكر ونرجو الله عزَّ وجلَّ له الرحمة والمغفرة ونشكر أبناءه الكرام على مواصلة مسيرة والدهم الطيبة التي تخدم كتاب الله حفظاً وترتيلاً وتدبراً، وبهذه المناسبة أحب أوجه لإخواني وأخواتي الفائزين بهذه الجائزة التهنئة متمنياً لهم المزيد من التوفيق لكي يكون خلقهم القرآن وأن يتدبروا في معانيه وأن ينفع الله بها لخدمة دينهم ووطنهم وأحب أن أوجه خالص الشكر والتقدير لجمعية تحفيظ القرآن بالزلفي والقائمين على هذه الجائزة لحسن الإعداد والتنظيم وكرم الضيافة والشكر لأهالي هذه المحافظة على كرمهم وحسن استقبالهم وهذا الشيء لا يستغرب عليهم فنخن في بلد الكرم والجود بلد الإسلام.
وأضاف سموه: لقد اجتمعت اليوم مع إخواني وزملائي أعضاء المجلس البلدي وتم تحديد بعض النقاط والمخاطبات التي يرونها لتفعيل وتحسين واقع المشروعات والخدمات البلدية في هذه المحافظة وجرى نقاش مستفيض وتبادل للآراء، ونرجو الله عزَّ وجلَّ أن يوفّقنا جميعاً لكي تؤدى خدمات القطاع البلدي في هذه المحافظة بما يرضي الله عزَّ وجلَّ أولاً ثم ما يحقق الرضا للمواطنين والمقيمين بهذه المحافظة.
وقال سموه: أكرر شكري وتقديري لما لقيته منكم وأنا لا أشعر أنني كضيف ولكن أنا أخ لكم زرت بيوتكم وأتشرّف بالاجتماع معكم في هذه الحفلة المباركة لتكريم الفائزين.
وفي ختام الحفل تفضَّل سموه الكريم بتكريم الفائزين بالجائزة من الطلبة وأولياء أمور الطالبات والمدير والمديرة والمعلّم والمعلّمة المتميّزين. كما تسلَّم سموه الكريم من رئيس الجمعية ورئيس الجائزة درعاً تكريمياً بهذه المناسبة، ثم التقطت لسمو الكريم صورة جماعية مع المكرَّمين، وشرَّف سموه حفل العشاء الذي أُقيم على شرف سموه بهذه المناسبة، ثم غادر بحفظ الله ورعايته مودعاً بكل الحفاوة والتكريم.