الوطن و كرة القدم مرتبطان على الدوام ,الرياضة بمفهومها السامي تعزز الوطنية....
بين فترة و أخرى عندما يلعب منتخبنا الوطني أو الأندية في مشاركات خارجية هناك من يروج هذه العبارة المخجلة « لا علاقة للوطنية بكرة القدم « ؟؟!!.
لا ألوم شاباً مراهقاً يعيش مرحلة قبل النضوج , بل أحزن عندما أشاهد زميل مهنة أو شخصاً راشداً اشتعل الشيب في رأسه وهو يردد :
«أتمنى أن :يخسر الهلال آسيوياً ... يتعثر الشباب ...يهزم الاتحاد...يفشل الفتح « !!
لك الحق – يا صديقي – أن تشجع ناديك المفضل , لكن عندما تلعب أندية الوطن خارجياً «النفس السوية» يجب عليها أن تلبس ثوب الوطنية و أن تهتف و تشجع لأي ناد يمثلها خارجياً , لا تجعل «التعصب» يحرمك الفرح بانتصار وطنك .
من يقرأ تاريخ كرة القدم سيدرك أن هذه «المستديرة» ساحرة في زرع الوطنية في كل الأجساد بل إنها كانت «راية» ترفرف في المعركة لمجابهة «السلاح» ...فتنتصر الرياضة و تخسر المدفعية !!
في أوج الحرب العالمية الأولى 1916م في جبهة الحرب تسلل الخوف إلى أجساد الجنود الإنجليز و هم يشاهدون الألمان يحتمون في الخنادق ، لم يكسر حاجز الخوف إلا كرة قدم ؟؟!!
النقيب الإنجليزي «نيفيل» صاح بصوت عال لجنوده :
«المعركة هي مثل مباراة كرة القدم من يهاجم سوف ينتصر.» !!
تجرأ النقيب «نيفيل» و قفز من خلف المتراس الذي كان يحميه وهو يحمل في يده «كرة قدم» صوبها إلى خنادق الألمان و قال :
«هي لعبتنا فلنهاجم لينتصر الوطن» !! ...
ركض «النقيب» إلى «الكرة» و ركض خلفه كل الجنود , لقد قتل «نيفيل» بقديفة مدفع لكن وطنه أنجلترا أنتصر في تلك المعركة و استولت على الأرض و كتب في التاريخ :
«أول انتصار لكرة القدم الإنجليزية في جبهة حرب» !!.
تمر السنوات .... و الألمان أنفسهم يخسرون مرة أخرى بسبب أن الخصم رفع شعار «فوز كرة القدم انتصار وطني « ؟؟!!
أثناء أحتلال ألمانيا لأكرانيا كانت كرة القدم بالنسبة للنازيين مسألة دولة , داخل الأرض المحتلة عام 1942م مباراة بين فريق دينامو كييف الأوكراني و منتخب هتلر, قبل صافرة الحكم الجنود الألمان قالوا لخصمهم :
«إذا ربحتم ستموتون» !!.
اللاعبون الأوكرانيين خلعوا ثوب «الخوف» و لبسوا شعار «الكرامة» , انتصروا من أجل «وطنهم» لأن الفوز كان معناه لن و لن نخضع للاحتلال.
غضب «هتلر» من الخسارة فأصدر قراراً فأعدم 11 لاعباً أوكرانياً وهم يرتدون قمصان اللعب بعد المباراة مباشرة !!.
من يزور أوكرانيا «اليوم» سوف يجد نصباً تذكارياً يخلد ذكرى هؤلاء الأبطال الذين رفعوا راية الوطن أمام هتلر الطاغية !!.
لا يبقي إلا أقول :
بالأمس و اليوم خضعت للاختبار , فاسأل نفسك هل تحب «وطنك» و شجعت: الهلال,الاتحاد,الشباب,الفتح ؟؟!!.
«الوطنية و كرة القدم» تومأن سياميان لا يستطيع أحد أن يفصلهما ...
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.