شارك معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في أعمال الجمعية العامة الـ130 للاتحاد البرلماني الدولي, كما شارك في اجتماع للمجموعة البرلمانية العربية لتنسيق المواقف أمام الجمعية العامة . وقد عقد معاليه اجتماعًا مع المرشحة الباكستانية لمنصب أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي شاذيا رافي.
وأعرب معاليه في كلمة عن شكره لرئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبدالواحد راضي على جهوده المتميزة في سبيل نجاح عمل الاتحاد، ولأمين عام الاتحاد البرلماني الدولي المنتهية ولايته اندرسن جونسون على جهوده طيلة الأعوام الماضية، مقدمًا التهنئة لأعضاء الاتحاد بمناسبة مرور 125 عامًا على تأسيسه.
وحث معاليه الدول كافة على الاتحاد وأخذ زمام المبادرة لتفعيل التفاوض وتطويره لمعالجة الأزمات التي عصفت وتعصف ببعض الدول، ومراعاة التطلعات المشروعة للشعوب في العدالة والكرامة الإنسانية عملًا بقول الله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».
وقال معاليه: إن أبرز التحديات التي تشكل هاجسًا يؤرق الجميع يأتي في مقدمتها النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية، وعدم استعدادها للوفاء بمتطلبات ومستحقات مسيرة السلام وتحديها للمواثيق الدولية، الأمر الذي يوجب تكثيف الجهود لحشد موقف دولي موحد لممارسة الضغط على الكيان الإسرائيلي لإيقاف عدوانه وتوسعه في بناء المستوطنات واقتطاع المزيد من الأراضي الفلسطينية، واستئناف المفاوضات وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي نفذ صبره وهو يطالب باستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وأوضح معالي رئيس مجلس الشورى أن هذا الاجتماع ينعقد بعد تعثر مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا ومضى 3 سنوات دون بارقة أمل بوقف نزيف الدماء المستمر للشعب السوري وما لحق بالبلاد من ألوان الدمار والخراب في أكبر الكوارث في تاريخنا المعاصر مارس فيها النظام كل صنوف القتل والتدمير والتهجير، وساعده في ذلك أطراف خارجية وجماعات إرهابية في ظل خذلان المجتمع الدولي ، داعيًا المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب السوري في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه ضد القمع والإبادة والتشريد .
وأكد أن الخروج من المأزق السوري يظل مرهونًا بإحداث تغيير في ميزان القوى على الأرض وتقديم الدعم والمساندة للائتلاف السوري بوصفه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري , مشيرًا إلى أن اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول المقعد غير الدائم في عضوية مجلس الأمن بسبب عجزه عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته خاصة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والسورية، وتعبيرًا عن خيبة الأمل تجاه قصور مجلس الأمن على تحقيق الأمن والسلام في أرجاء العالم كافة والدفاع عن المظلومين .
وأعرب معاليه عن تطلعه إلى عمل دولي جاد يعالج أوجه القصور ليعم السلام والأمن عالمنا الذي أصبح يعج بالمشاكل والأزمات التي تزيد من بؤر التوتر وتسهم في كثير من المآسي، مؤكدًا أن أسلوب الحوار بآلياته كافة بين دول وكيانات العالم بات ضرورة تفرضها الظروف الراهنة، وهو ما أدركته حكومة المملكة العربية السعودية منذ أمد وعملت عليه بجهد ليكون عماد سياستها الخارجية وركنًا أصيلًا في تعاملها مع الغير, وإيمانًا من المملكة بأهمية الحوار بين مختلف مكونات المجتمع الإنساني الدينية والفكرية والسياسية فقد قامت بالتعاون مع مملكة إسبانيا وجمهورية النمسا بتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان في العاصمة النمساوية فيينا، الذي بدأ عمله فعليًا في نشر ثقافة الحوار واحترام ثقافة الغير والعمل على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة والدعوة إلى التسامح ونبذ العنف والتطرف .