إن كتاب الله دستورُ الأمة؛ فبه تهتدي، وإليه تحتكم، وعليه ترد، ومنه تصدر، من تمسك به فاز بدرَك الحق القويم، ومن سلك جادته فقد هُدي إلى الصراط المستقيم، فهو جلاء القلوب، وصقالها، وشفاؤها إذا غشيها اعتلالها .
وإن من توفيق الله لعبده أن يوفقه لعمل الصالحات، وخدمة هذا الكتاب العزيز، وإني لأحسب الوجيه فوزان الفهد ـ رحمه الله ـ من الموفقين؛ فقد أقر ورعى جائزة حفظ القرآن قبل موته بسنيات، ثم مات، وقد استوت على سوقها، وآتت ثمارها، وقد أخرج أحمد في مسنده من حديث أبي عنبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيرا، عسّله)، قيل: وما عسله؟ قال: (يفتح الله له عملاً صالحاً قبل موته، ثم يقبضه عليه)، وقد أخرج البخاري من حديث عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ويدخل في هذا الحديث من صرف ماله في تعليم كتاب الله، وإن شرف الخادم يكون بشرف المخدوم، وإن أعظم ما يخدم كتاب الله؛ أسأل الله أن يغفر للشيخ فوزان، وأن يضاعف مثوبته.