أشار الأستاذ عبدالرحمن الهزاع، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون في تعليقة على قرار حظر النشاطات الفكرية المحرضة أو المتعاطفة مع التحريض، إلى أن البعض حاول الترويج للإرهاب الفكري باستخدام وسائل الإعلام بكل مخرجاتها للتضليل ودعم الأفكار والمبادئ الهدَّامة ظناً منهم أنهم سيتمكنون من قيادة الرأي العام والسير به كيف يشاءون، ومن هنا (وكما يقول في زاويته بجريدة الرياض) أخذنا نرى مقابلات تكتب وتصريحات متلفزة، وأخرى إذاعية، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي وفئات المغرّدين الذين يكتب بعضهم بأسماء وهمية، والآخر يضع أمام اسمه شعارات تفصح عن توجهاته وأفكاره.
ويؤكّد الهزاع أن الحال لا يحتمل الصبر، والدائرة اتسعت رقعتها وكان لا بد من العلاج الحاسم بالتصدي لكل من أراد شراً بالوطن، محدّداً المنظمات بأسمائها ومشدّداً في تتبع المارقين وتطبيق أقصى العقوبات، لتتوارى خفافيش الظلام ولتختفي أسماء ولتحذف مواقع ولتتغير صور واجهات ورموز.
ما يُبهج في هذا الكلام، أنه يأتي من رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، ومعروف أن هذين الجهازين، هما حلم أولئك الذين يستغلون الدين لإيصال رسالة متشدِّدة، مستغلين غفلة المسؤولين، أو لا مبالاتهم، أو ظنّهم بأن هؤلاء هم أصحاب الكلمة العليا، وأن ما يقولون هو الحق، وأن غيره هو الباطل.
هل ظهرت الحقيقة الآن؟! هل استوعب مسؤولو الإعلام الدرس؟! هل غدوا قادرين على التفريق بين أصحاب الرسالة الدينية النقيَّة الوسطية، وأصحاب الأجندات السياسية؟! هل أجبرتهم الأحداث الراهنة والحال الذي وصلنا له، إلى نزع رباطات عيونهم، ومشاهدة الواقع المتردي الذي نحن فيه؟!
لقد تمكَّن تجار الدين العرب من سرقة أهم قنوات التأثير وعلى رأسها الإذاعة والتلفزيون، طيلة العمر الذي مضى، فهل استعدناها اليوم؟!