حفلت جولة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد - حفظه الله - الأخيرة لعدد من دول الشرق الآسيوي بالعديد من الإيجابيات والتي تصب بنهاية المطاف في نهر تقدم ورقي المنطقة برمتها وليس المملكة لوحدها، كيف لا والمملكة وقيادتها تمثّل ميزان الثقل وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها، وهو ما أجمع عليه المراقبون بأن تلك الزيارات أعادت رسم معالم السياسة الخارجية السعودية، خصوصاً في ظل التبدلات في مواقف بعض الدول وهو ما حتم ذلك التحرك السياسي المدروس، وبلا شك أن عدداً من تلك الدول والتي حظيت بقدوم سموه أثارت خلال الزيارة العديد من الملفات التي تهم تلك الدول من جهة، كما تهم كذلك المنطقة أجمع فمن يتابع الاهتمام الواضح من قِبل وسائل الإعلام العالمية بتلك الجولة وإفرادها بالتالي المانشتات والصفحات لهو دليل جلي على أهمية وثقل المملكة على المستوى القاري والعالمي لإعادة رسم وصياغة مستقبل المنطقة بأكملها جراء الظروف السياسية التي تموج بها ساحات منطقتنا الملتهبة أصلاً وفي ظل جمود وعدم تحرك لمواقف عدد من القوى المهمة سابقاً والتي آثرت على نفسها الانزواء داخل نفق النأي بالنفس ناهيك عن المطرقة الروسية على رؤوس القوى العظمى الأخرى عبر ما يُعرف بالفيتو الروسي والذي معه أجهض أي حلول فيما يخص الملف السوري المهم والذي أعتقد بأنه في صلب مباحثات سمو ولي العهد -حفظه الله- للدول المعنية لتخليص الشعب السوري الشقيق والذي تحمل المملكة همومه لتخليصه من جبروت وطغيان نظامه، وهو كما ذكرنا آنفاً ما أوجب هذا التحرك السياسي المهم والمدروس.