بعد أسبوعين على دعوته رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اتخاذ قرارات (صعبة) من أجل السلام وبعد يوم من مصادقة بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة على بناء182وحدة استيطانية طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس الفلسطيني محمود عباس و(ابو مازن) خلال استقباله في البيت الأبيض بواشنطن أمس باتخاذ قرارات سياسية صعبة والاقدام على (مجازفات) من اجل السلام، كما طالب الاسرائيليين أيضاً بالأمر نفسه.
ولم يعرض أوباما على عباس في الوقت نفسه رسمياً الاتفاق الاطار بحسب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، مشيراً في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان اوباما والجانب الامريكي عرضا مجموعة من الافكار المتعددة على الجانب الفلسطيني والرئيس عباس.
وقال أوباما أمام الصحافيين (انه أمر صعب جداً وينطوي على تحديات كبرى يجب اتخاذ قرارات صعبة والقيام بمجازفات اذا أردنا إحراز تقدم).
وأشاد أوباما بعباس باعتباره مسؤولاً (نبذ على الدوام العنف وسعى باستمرار الى حل دبلوماسي وسلمي يتيح الوصول الى دولتين تعيشان جنباً الى جنب بسلام وأمن). وأضاف أوباما إن (مثل هذا الهدف من الصعب بلوغه بالتأكيد ولهذا السبب استغرق الامر عقوداً قبل ان نصل الى ما نحن عليه) اليوم. بدوره حث عباس من البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على المضي قدماً في الإفراج المقرر عن دفعة أخيرة من الاسرى الفلسطينيين بحلول نهاية مارس الجاري، وقال الرئيس عباس لـ الرئيس أوباما إن السلطة الفلسطينية اعترفت بدولة اسرائيل في اتفاقيات سابقة وإن الإفراج عن أسرى فلسطينيين يظهر مدى جدية إسرائيل في عملية السلام.
بدوره، قال أوباما للصحفيين (مازلنا مقتنعين بأن هناك فرصة). في غضون ذلك كشفت مصادر كبيرة ان عباس رفض خلال بداية لقائه مع أوباما تمديد المفاوضات واعتبر أن الوقت ضيق ولا مجال لمزيد من المناورات. وقال عباس (ليس لدينا وقت لنضيعه لأنه ضيق جداً). ونقلت مصادر اسرائيلية عن مصادر في البيت الابيض أن عباس طلب اطلاق سراح الاسير الفتحاوي القائد مروان البرغوثي وامين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات والاسير فؤاد شوبكي المتهم بسفينة (كارين الف) ومئات الاسرى الفلسطينيين الاخرين قبل الحديث عن اي تمديد للمفاوضات. وكان وزراء اسرائيليون قد شككوا الأسبوع الماضي في امكانية اطلاق سراح اسرى فلسطينيين في حال رفض القيادة الفلسطينية تمديد محادثات السلام. ونقل التلفزيون الاسرائيلي ان عباس رفض خلال لقائه باراك اوباما الاعتراف بيهودية الدولة وطلب اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين.
وعشية اجتماع عباس مع أوباما صادقت بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة مساء بناء 182 وحدة استيطانية جديدة في حي (راموت) الاستيطاني شرقي مدينة القدس تم تخصيصها لعناصر الجيش الاسرائيلي من سكان القدس.
وعقبت بلدية الاحتلال في القدس على هذا الإعلان بالقول (إنه يتوافق مع سياسية الحكومة الإسرائيلية والذي يهدف لتشجيع إقامة أحياء لصالح مجندي أجهزة الأمن الاسرائيلية في القدس.