لم تنتظر المجموعات المسلحة طويلاً لترد الفعل، حسبما كان منتظرًا، على عملية إيقاف المدعو سليم القنطري الملقب بأبي أيوب أحد قيادات تيار أنصار الشريعة المحظور، التي تمَّت أمس الأول بمحافظة قابس (250 كلم جنوب غرب العاصمة تونس)، حيث هاجمت عناصر إرهابية دورية أمنيَّة الأحد بأحد أرياف محافظة سيدي بوزيد جنوب البلاد، دورية أمنيَّة، إلا أن أعوان الأمن استبسلوا في الدفاع عن أنفسهم وطاردوا المسلحين الذين أطلقوا النار عليهم بكثافة مما أسفر عن إصابة 3 أعوان أمن إصابات خطيرة استوجبت نقلهم إلى المستشفى، فيما تنشط الوحدات الأمنيَّة التي التحقت بالوحدة الأولى في البحث عن الإرهابيين الذين تحصنوا بالفرار.
في الشمال وبعد ساعات قليلة من هذه الحادثة، شهدت محافظة جندوبة (160 كلم شمال غرب العاصمة تونس) فجر أمس الاثنين وفي حدود الساعة الرابعة صباحًا تبادلاً لإطلاق نار كثيف بين مجموعة من الإرهابيين وعناصر أمنيَّة على إثر اقتحام الأمنيين لأحد المنازل بحي عزيّز بمنطقة الحوايلية بجندوبة الشماليَّة من قبل وحدات أمنيَّة مختصّة على إثر بلوغهم معلومات بتحصّن مجموعة إرهابية بهذا المنزل.
واستنادًا إلى المعطيات الأوليّة توفي 3 عناصر من المجموعة الإرهابيَّة في هذه العملية التي تتواصل إلى حد القضاء على كامل عناصر هذه المجموعة الإرهابيَّة.
ويبدو أن راغب الحناشي المتهم الرئيس في العملية الإرهابيَّة الأخيرة بأولاد مناع من بين المشاركين في هذه العملية الإرهابيَّة إلى جانب تعرّض 5 عناصر أمنيَّة لجروح حيث يوجدون حاليًّا بالمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
ويرى الخبراء الأمنيون أن في تعمَّد المجموعات الإرهابيَّة الظهور في الشمال والجنوب في نفس اليوم تقريبًا هناك رسالتان مضمونتا الوصول تقول الأولى: إن العناصر المسلحة لا تزال موجودة ومنتشرة في كامل أرجاء البلاد التونسية بالرغم من مجهودات الأمنيين والعسكريين، فيما تؤكد الرسالة الثانية الدرجة العالية من الدقة في تنفيذ المخططات الإرهابيَّة التي يتمتع بها هؤلاء من ذلك أنّه بمقدورهم الضرب على أيدي رجال الشرطة والجيش متى شاؤوا وأينما ووقتما شاؤوا.
كما يُعدُّ المحللون السياسيون أنّه كان متوقعًا أن ترد الجماعات المسلحة على اعتقال الشرطة لأحد أبرز قيادييها المنتمي إلى تنظيم أنصار الشريعة المصنَّف إرهابيًّا في الداخل والخارج، ويعتقدون أن البروز شمالاً وجنوبًا، إنما الهدف منه تشتيت اهتمام قوات الأمن وصرف اهتمامهم عن التخطيط الجيد لملاحقة الإرهابيين.
في جانب آخر، وبعد أن فتحت السلطات الليبية المعبر الحدودي رأس جدير بالجنوب التونسي، عادت واغلقته بعد ساعات من إعادة تأمين عمليات الدخول والخروج في الاتجاهين منذ السابعة صباحًا من يوم الأحد إثر اتفاق بين الجانبين التونسي والليبي.
وذكرت مصادر إعلاميَّة متطابقة أن السلطات الليبية اتخذت قرار إعادة غلق المعبر على خلفية تعرض سيَّارات ليبية لاعتداءات عدد من المواطنين الذين استاؤوا من تعمَّد الجانب الليبي منع الشاحنات التونسية الخفيفة والثقيلة من الدخول إلى التراب الليبي، حيث لم يسمح بالدخول إلا للسيَّارات السياحيَّة.
وبذلك يعود الاحتقان إلى مدينة بن قردان الجنوبيَّة التي يعيش سكانها على التبادل التجاري مع ليبيا، والذين وجدوا أرزاقهم مهدّدة بسبب تعنت الجانب الليبي الذي لم يطبِّق الاتفاق الذي وقعه مع نظيره التونسي بعد جلسات تفاوض مطولة على مدى الأيام الماضية.