أن تكون طرفاً في القصة ومعاصراً لها له طعم آخر ويختلف تماماً عن ما إذا كنت تقف بصف الجمهور وتتطلع على مجرياتها من خلف الستار. إنها قصة حقيقة لشعب عظيم فرض حبه واحترامه على الجميع. حكاية قلوب ذاع صيتها في أرجاء المعمورة بكرمها وحبها للخير.
قصة حدثت في إحدى الولايات الشرقية في مدينة العلم والمعرفة بوسطن، أو كما تحب أن تُكنى بقبلة العلم. مدينة يزورها آلاف الزوار سنوياً لكي يتجولوا في رحاب جامعاتها العريقة؛ فكلياتها تستقبل الطلبة من جميع الدول ولا يتم التفريق بينهم إلا بالمستوى العلمي. في وسط مدينة بوسطن تقع جامعة عريقة سميت على أسمها، فحظيت جامعة بوسطن بهذا اللقب لما تتمتع به من سمعة علمية عالية جعل الجميع يقف لها احتراماً. فالطلبة السعوديون يتنافسون للفوز بمقعد بها والتزوّد من علومها المختلفة.
في كل سنة يتم تخصيص يوم معين في جامعة بوسطن للالتقاء بالطلبة من جميع الجنسيات والتعرّف عليهم والإجابة على أي استفسار يشغل بالهم مباشرة من قبل مدير جامعتها. في خضم المناقشات والأحاديث بين المدير وطلبته، أتى دوري كطالب سعودي انتمى لهذه الجامعة العريقة. سألني مدير جامعة بوسطن مبتسماً: من أي دولة أنا؟ فقلت بكل فخر أمام الجميع وأنا رافع الرأس إنني من بلاد الحب والسلام المملكة العربية السعودية. فقال لي مندهشاً، مند زمن طويل وأنا أتمنى أن أزور بلادكم لكي تسمح لي الفرصة للالتقاء بشعب المملكة عن قرب. وأضاف والجميع يستمع إليه بإنصات إن المبتعثين السعوديين يتميزون بالأدب والأخلاق الطيّبة والكرم التي لا نجدها في الغالبية العظمى من الطلبة الأجانب في الجامعة، فالمبتعثون يتعلمون بجد وينشرون ثقافتهم الحسنة بين المجتمع الأمريكي الذي للأسف يجهل الكثير عنكم. فمنكم نعرف ما هي السعودية، فكونوا أيها المبتعثين خير سفراء لوطنكم كما قال ملك الإنسانية.
رسالة: جميعنا سفراء خارج أرض الوطن، فلنجعل لنا بصمة إيجابية وذكرى طيّبة لنا ولبلادنا الحبيبة التي بذلت الغالي والرخيص من أجلنا.