تزخر مصادر السنَّة وكتب التراث الإسلامي بروايات كثيرة لم يقلْها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقلْ مثلها ولا قريباً منها ولا ما يدل عليها، إذ لم يقلْ عليه الصلاة والسلام إلا ما يوافق العقل الصحيح والمنطق السليم الذي دفع الناس في عهد النبوة للدخول في دين الله أفواجا.
انقرض جيل الصحابة -رضي الله عنهم- أوائل العصر العباسي فبدأت الخرافة تشق طريقها مبكراً إلى عقول بعض الجهلة عن طريق الروايات الخرافية التي نسجتها خيالات الرواة ممزوجة بالأساطير الوثنية والمجوسية التي كانت سائدة في بلاد الرافدين قبل الإسلام. تكاثرت تلك الروايات الخرافية فزاحمت الروايات الصحيحة حتى استفحل أمرها وصارت بعمق خرافي أكبر أصبح من العسير لعامة المسلمين التعامل معها وتمييز الصواب فيها من الخطأ، فغدت مع تقادم الزمن أمراً واقعاً لا يقبل النقاش وكأنها من الوحي المنزل. إن ربنا - عزَّ وجلَّ - الذي بيده ملكوت كل شيء وإذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون لا يتعامل معنا نحن البشر بهذه الطريقة التي وردت في رواية منكر ونكير فهو - سبحانه - قادر علينا أحياءً وأمواتاً في القبر وبعده لا يحتاج إلى مسرحيات هزلية لمحاسبتنا.
تسرف هذه الرواية الخرافية في شرح تفاصيل حياة ما بعد الموت في القبر من أول لحظة، كما تسرف في سرد تفاصيل الحساب بينما يؤكّد لنا صريح القرآن وصحيح السنَّة أن روح الإنسان إذا خرجت وفارقت جسده دخلت عالم الغيب الذي استأثر الله بعلمه.