تدفقت الأموال على بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية منذ اكتشاف النفط قبل ثمانية عقود من الزمان بعد قرون طويلة ومعاناة مرّة من ويلات الفقر وجحيمه.
تواكب مع هذا الرزق الوفير أئمة عادلون وحكام صالحون أدوا الأمانة بمسؤولية ورشد؛ فأنفقوا هذا المال على مصالح البلاد والعباد في حاضرها ومستقبلها، فغدت واحة من ألمع واحات الرفاهية والنعيم في العالم متفوِّقة بذلك على دول أوروبا وأمريكا الغنية، يتهافت إليها الناس من شتى بقاع الأرض للعمل وكسب لقمة العيش.
لم تقتصر بركة المال السعودي على المملكة ومواطنيها فحسب، بل عمّت أقطاراً أخرى كثيرة مجاورة وغير مجاورة، كما طال نفعها الأقليات المسلمة وآلاف المساجد في القارات الخمس، ولا يغيب ذلك المال المبارك عن أي كارثة تقع في مشارق الأرض أو مغاربها، بل يهب الرسمي منه والشعبي لنجدة إخوانه وتضميد جراحهم مهما كلّف الثمن.
ساهم المال السعودي بسخاء في نشر الإسلام والتدين في المملكة وخارجها عن طريق التعليم الديني والجامعات الإسلامية وطباعة الكتب والمؤسسات الدعوية التي دعمت بغير حساب، ولو أن هذا المال الوفير وقع في يد حاكم فاسد أو طاغية ظالم لببده في مغامرات طائشة وحروب عبثية وشراء ذمم وسحق لكرامة الآدميين.