التوجه للشرق نهج سياسي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في رحلاته إلى دول شرق آسيا، منتهجاً سياسة تنويع النوافذ السياسية وخلق شراكة إستراتيجية مع الدول التي استطاعت تحقيق مكانة دولية وتقدم في المجالات الاقتصادية والسياسية.
واليوم يسير سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز على نفس النهج، ويعززه بزيارات ترفع هذا التوجه وتعززه، بل وتضيف أشياء كثيرة تقوي مكانة المملكة وترفع من حضورها الدولي الذي يتسامى للأعلى بجناحين غربي وشرقي وكلاهما يضمان دولاً لها مكانتها الدولية السياسية والاقتصادية.
ومثلما تعمل المملكة على تعزيز علاقاتها مع الدول الغربية المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة (بريطانيا) وفرنسا وباقي الدول الأوروبية كان لزاماً أن توثق علاقاتها مع الشرق، فكان توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نحو دول الشرق المؤثرة التي أحدثت تطوراً نوعياً في العمل الاقتصادي وأصبحت تنافس بل وتتقدم على العديد من القوى الدولية الاقتصادية، فالصين واليابان وكوريا وحتى الهند تنافس الدولة الاقتصادية الأولى أمريكا، بل وتتنبأ دراسات دولية بأن هذه الدول الأربعة ستتقدم على أمريكا نفسها، ولهذا جاء التوجه السعودي نحو هذه الدول المتطورة متوافقاً مع التوجه والسعي الجاد من قبل المملكة لأخذ مكانتها المؤهلة لها بين مجموعة الدول الناشئة الأكثر تقدماً، وهكذا تمت زيارة كبار القادة والوزراء والمسئولين لهذه الدول التي توافقت وبعضها تزامن مع زيارات للدول الصناعية الكبرى في الغرب.
خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والوزراء دائماً يؤكدون في زياراتهم التي تتضمن عقد العديد من الاتفاقيات بأنهم يسعون إلى تحقيق شراكة مثمرة مع تلك الدول عبر تعاون منتج يتجاوز العلاقات السياسية التي هي بأفضل حالاتها لأن المملكة في علاقاتها الدولية تسعى إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين وتقوية العلاقة بين الشعوب والدول، إلا أن هذه العلاقات تصبح أكثر قوة ومتانة إذا ما عززت بشراكة اقتصادية وتجارية، وهو ما تسعى إليه المملكة من خلال التأكيد على التعاون وبناء شراكة اقتصادية مثمرة ومنتجة تستفيد منها شعوب الدول التي يقصدها قادة المملكة وشعب المملكة الذي لا يريد أن تبقى بلاده سوقاً لاستقبال بضائع تلك الدول ويصدر لها البترول فقط، بل يريد شراكة وإسهاما في إنتاج ما يحتاجه المواطن السعودي وكل إنسان على أرض البسيطة، وبما أن أرض المملكة والحمد لله تمتلك الخامات والمقومات وقبل ذلك الإنسان المنتج فإن الانغماس في شراكة حقيقية مع دول المتقدمة هو الذي يحقق الطموحات والآمال التي تسعى إليه القيادة السعودية وشعبها.