صرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده «الخميس» مع رئيس الوزراء البريطاني - ديفيد كاميرون، في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم أن القيادة الفلسطينية لم تتسلم أيّ طلب لتمديد المفاوضات مع إسرائيل، وفي حال حصولها على هذا الطلب ستقوم بدراسته وستحدد موقفها بناء عليه.. فيما شدد رئيس الوزراء البريطاني على موقف بريطانيا في المفاوضات وقال: سنقوم بكل ما بوسعنا من أجل إنجاح المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، ونريد أن نرى حل دولتين دولة فلسطينية قابلة للحياة بناء على حدود 1967 بجانب إسرائيل. وأضاف الرئيس الفلسطيني: نحن اتفقنا على تسعة أشهر للمفاوضات ولدينا أمل أن نصل إلى شيء «ملموس ومحسوس» في هذه الفترة، لم نناقش مسألة التمديد ولم تطرح علينا.. وأوضح الرئيس عباس أن الجانب الفلسطيني لم يطلب اتفاق إطار، بل إن الجانب الأمريكي هو من اقترح، ونحن قلنا عندما نرى هذا الاتفاق نحكم عليه، وعندما يصلنا سنقول رأينا فيه، فنحن نريد اتفاقاً يكون منسجماً مع الشرعية الدولية. وتابع الرئيس الفلسطيني القول: فيما يتعلق بمقاطعة إسرائيل نحن لم ندعُ لمقاطعة إسرائيل بل نتعامل معها، ومن غير المنطقي أو المعقول أن نقول إننا نقاطع إسرائيل، وإنما نقاطع وندعو للمقاطعة لكل ما يجري في المستوطنات، لأن الاستيطان غير شرعي ولابد من مقاطعة منتجات إسرائيل الآتية من المستوطنات. وأضاف الرئيس عباس: ذكرنا مجدداً لدولة رئيس الوزراء البريطاني أننا سنواصل الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي وسياسي يحقق السلام والاستقرار في منطقتنا، ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وصولا لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، التي نريدها مدينة مفتوحة ليتمكن أصحاب الديانات السماوية الثلاث الصلاة فيها، في إطار حل الدولتين لتجسيد دولة فلسطين التي تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وحسن جوار. وتابع الرئيس عباس قائلاً نشكر الجهود القيمة للاتحاد الأوروبي والمتمثلة في بياناته وقراراته وإجراءاته التي تؤكد كلها ضرورة إيجاد حل للصرع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقاً للمرجعيات الدولية، وتؤكد أن الاستيطان غير شرعي وفقاً للقانون الدولي، وهو الموقف الذي أكده مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في التاسع من هذا الشهر، والذي أكد مجدداً دعمه للموقف الفلسطيني ومساندته لعملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، علأن تكون على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وعدم القبول بالدولة اليهودية.
من جانبه، قال كاميرون: إنه سعيد بزيارة فلسطين ولقاء الرئيس عباس في أول زيارة لفلسطين كرئيس للوزراء، حيث تركز النقاش حول عملية السلام والمفاوضات. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني «أنا أعتقد أنكم شركاء في السلام وأعلم أن تحقيق سلام شامل يتطلب قرارات صعبة، وبريطانيا كان لها تجارب في المفاوضات وستقوم بكل ما بوسعها من أجل إنجاح المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، ونريد أن نرى حل دولتين دولة فلسطينية قابلة للحياة بناء على حدود 1967 بجانب إسرائيل مع تبادل أراض، والقدس مدينة مقدسة للديانات الثلاث ويجب أن تكون عاصمة للدولتين، وغزة جزء رئيس من الدولة الفلسطينية. وقال كاميرون: إن بريطانيا تريد أن تساعد الفلسطينيين على بناء مؤسسات واقتصاد قوي، واتفقنا على تقديم دعم لـ100 شركة فلسطينية للاستثمار في المناطق ج، وهذا يساعد النشاطات الزراعية وسيعزز الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير، وسنساعد على تنظيف حقول ألغام في الضفة من أجل استخدامها بالزراعة.. وأوضح كاميرون: أنه سعيد أن المركز الثقافي البريطاني سيفتتح من جديد في القدس الشرقية، لإحياء المدينة. وقال كاميرون: إن بريطانيا تعمل على تقليص الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونشجع الجانبين على تحقيق حل الدولتين عبر اتخاذ قرارات صعبة، لا يوجد طريقة واحدة يجب أن يكون هناك نوع من التنازل وهذا يتطلب شجاعة، ودورنا أن نشجع القادة لأن النتيجة ستكون هامة جداً وكبيرة جداً.