شاهدت الكثير من المباريات في دوري الدرجة الثانية ورأيت أن البعض من هذه المباريات تعصف بها أخطاء تحكيمية كبيرة يدركها أصغر الحاضرين عمراً وأقلهم خبرة في مجال كرة القدم، وإذا كان حكام الدرجة الثانية بهذا المستوى من الضعف وهم الذين ينتظر منهم أن يكونوا حكام المستقبل وسيحملون على عواتقهم مسؤولية التحكيم في بلادنا فإن الرياضيين سيعلنون من الآن استمرارية الحكام الأجانب في ملاعبنا وإبعاد هؤلاء المحليين عن الكرة السعودية وإن كانوا من أبناء جلدتنا لأن أبناءنا المحليين غير قادرين على الضغط على عواطفهم وميولهم التي يتركونها تتلاعب بأعصابهم داخل الملعب فتنصرف بهم نحو القرارات العاطفية التي ترمي بهم نحو فشل وضعف عريض، أنا هنا لست مع طالبي الحكام الأجانب لكنني هنا أطالب بتحكيم محلي قادر على بناء شخصية جادة لا تتلاعب بها ولا تصرفها عن جادة الصواب ألوان الأندية التي يحبونها أو يميلون لها، نحن بحاجة إلى حكام محليين يرمون بعواطفهم وميولهم خارج الميدان، وإذا كان ذلك هو المطلب الحقيقي لكل الرياضيين فإن الحكام أنفسهم قد نجد منهم الإنسان الحريص على النجاح وتحقيق التفوق لصالح نفسه لكنه لم يستطع نتيجة ضغوط إعلامية ومن ورائه عدم التوجيه من لجنة التحكيم أو حكام سبقوه خبرة وتجربة، لهذا فإنني أقترح على لجنة التحكيم بناء فكرة معهد متخصص للتحكيم يحتضن هواة التحكيم ليدرسوا في هذا المعهد أساليب التحكيم ونصوص القانون الرياضي ومعرفة ضبط النفس في أشد الظروف وأحلكها، ويمكن هنا الاستعانة بالخبرات التحكيمية الدولية والمحلية على أن تكون الدراسة بهذا المعهد تتراوح من سنة كاملة إلى سنتين وبعدها يُخرج حكام يدركون أهمية هوايتهم وعشقهم ويعلمون أن التحكيم علم وفن لا يدركه كل من هب ودب، إنني أتمنى أن تكون الرئاسة العامة لرعاية الشباب أول من يتبنى فكرة معهد التحكيم لتخريج حكام يعرفون كيف تدار المباريات والبطولات الهامة والأحداث الكبيرة، فيمنح المعهد إجازات وشهادات للقادرين على تحمل تلك المباريات بأحداثها ووقائعها والله الموفق.