على هامش مباراة منتخبنا مع إندونيسيا التي أقيمت مؤخراً، استضاف المذيع الدكتور ماجد الحميدي كلاً من سعد مبارك وفؤاد أنور للحديث عن شؤون المنتخب وتوسع النقاش إلى أن وصل للاعبين وأحوالهم الشخصية وحرصهم على التمارين والاهتمام بأنفسهم وتطوير مهاراتهم، وهنا ركّز المذيع على أنور بالذات مستدعياً صراحته المعتادة في الحديث عن بعض الجوانب المسكوت عنها أو (المشفرة) محرضاً إياه على مساعدته على فتح بعض الشبابيك المغلقة بإحكام من قبل الإعلام ولكنها مشرعة من جهة المجتمع والمتابعين ويخرج منها السموم وبعض الروائح المزكمة، ذلك الأمر هو قضية تعاطي اللاعبين للمنشطات والمخدرات!! هنا انفجر أنور وتحدث عن تجاوز الكثير من اللاعبين تعاطي المنشطات إلى تعاطي المخدرات و(الحشيش) تحديداً، وفؤاد هنا لا ينطق دون إدراك ما يقول فهو لاعب سابق وكابتن للمنتخب ومدرب حالياً وعاصر أجيالاً خلال تلك المراحل في الأندية والمنتخبات وخلال تدريبه الآن، وبالتأكيد أنه وقف على حالات وشاهد وشهد على هذا الأمر بنفسه.. وما قاله أنور سبق أن قاله بالضبط الأمير عبد الله بن مساعد سابقاً وطرح في الإعلام على استحياء في وقت سابق!! ولكن كل هذا يُعتبر كلاماً (مرسلاً) وتهماً معممة لا تمس لاعباً بذاته رغم تأكدنا من وجودها، ولكن صورة اللاعبين ما زالت جيدة وفي المجمل هو حديث عن ظاهرة منتشرة لا نعرف من المعني بها تحديداً..
لكن أن يقوم أحد هؤلاء اللاعبين بفعل هذا علانية وربما بفخر، فهذه والله عدة كوارث في موقف واحد..
فهذا اللاعب هو في نهاية الأمر قدوة للنشء ويقلّدونه ويتأثرون حتى بمشيته!! وهو بهذا العمل الماجن البعيد عن الدين والأخلاق قد يدمر حاضره ومستقبله ويقضي على موهبته، وعمر اللاعب قصير في الملاعب على أغلب الأحوال لا يتجاوز العشر سنوات والآن عقوبة تعاطي المنشطات فضلاً عن المخدرات والمسكرات غلظت وتضاعفت من الإيقاف سنتين إلى أربع سنوات، وإذا طُبق هذا على بعض اللاعبين الذين يثبت تورطهم في تلك المخالفة فسيذهب نصف عمرهم بالضبط في الملاعب وربما تكون العودة بعدها مستحيلة أو شبه مستحيلة..
في الواقع أنا لم أقف على حالات شاهدت فيها لاعبين في حالة غير طبيعية أو مجاهرة بأفعال خارجة عن الدين أو الأدب ولكن طوال متابعتي للكرة وأحوالها لا يكاد يمر العام إلا وتسمع قصصاً يندى لها الجبين واللاعب في النهاية (شخصية عامة) وسفير لبلده وكل من يشاهده سيعرفه حتماً سواءً من كان من بلده أو أي بلد والكثير لن يتورع في فضحه والتشهير به باسمه.. ونحن هنا لا نريد أن ندثر اللاعبين بثوب المجتمع الملائكي.. ولكن اللاعب يختلف عن البقية، فاللاعب قدوة للصغار ومشهور الكل يعرفه وسلوكه وتصرفاته محسوبة عليه وعلى مجتمعه أكمل ولا تمثله لوحده كمل يحصل مع بعض المفرطين!! والرياضة بالذات تحتاج لعدة عوامل مشتركة على رأسها المحافظة على اللياقة والجهد البدني العالي والتركيز والمحافظة العالية على الصحة وجرعات تعاطي بسيطة قد تدمر كل هذا الجهد..
أخيراً المال المكدَّس الموجود عندك عزيزي اللاعب الخارج عن النص والذي يسهم في إهمالك لموهبتك والمحافظة على حاضرك ومستقبلك لا يدوم ولو استمررت على هذا ربما نراك في عمل غير مناسب مع التقدير لكل المهن، ولكن القصد هنا الاستشهاد ببعض الحالات الموجودة، وكما شاهدنا غيرك والذي كان في الأمس ربما أكثر منك ثراء ربما يكون الدور عليك.. وإن لم تصدقني فانظر حولك..!!
أخيراً، اتحاد الكرة والأندية ليست بريئة هنا من دم ابن يعقوب.. فعندما تدفع كل هذه الملايين للاعبين الكثير منهم لم ينضج بعد ولم يتلق التعليم الكافي ثم تتركهم دون مراقبة وتسلمهم جوازاتهم حين الطلب!! فضلاً عن عدم فرض التمارين الصباحية التي قد تكون سبباً في حفظهم من الكثير من العادات والممارسات الخاطئة من الفراغ إلى الوقت الطويل المحرض على كل بلاء إلى السهر المفضي لكل قبيح!! والشاعر يقول:
(أن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة).