يا أيها الأغنياء .. ألم يأْنِ لكم أن تخشع قلوبكم وتلين أفئدتكم؟
ألا تكلِّفون نفوسكم تحريك أجفانكم وفتح عيونكم لتروا البؤس وضحايا الفاقة ماثلين لكم في كل سبيل.. فتأخذكم بهم رحمة الإنسان وتَعروا قلوبكم لهم رِقَّة المؤمن؟
لا أستطيع أن أتخيل كيف يهنأ صاحب القصر بطعامه وشرابه، وكيف يُدَلِّلُ صِبْيَتَه ويُضَاحِك عياله وعلى عتبة قصره وتحت شبابيكه صِبْيَةٌ مثلهم، بُرَءاء ما جَنَوا ذنباً، أطهار ما كسبت أيديهم إثماً، يبكون من الجوع ويشتهون قطعة من الرغيف الذي يلقيه الغني لكلبه السمين.