الجزيرة - علي بلال:
أوصى الوزراء المسئولون عن التعليم العالي والبحث العلمي بالوطن العربي في ختام مؤتمرهم الرابع عشر أمس (الخميس) بالرياض، باعتماد الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتقني والابتكار، واتخاذ الخطوات الكفيلة باستكمال إجراءات اعتمادها.
من جهته أكد معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري في كلمته أن الإستراتيجية، تعد ركيزة أساس في تقدم البلدان العربية وتطورها لمواجهة المستجدات والتحديات العالمية المعاصرة والتي تتزايد صعوبة وتعقيدا بمرور الأيام.
وأوضح الدكتور العنقري أن المؤتمر تلقى أكثر من 300 بحث ودراسة، تولى الخبراء اختيار 72 بحثاً منها، ناقشها 99 متحدثاً من 18 دولة، في حين تبنى المؤتمر أفكاراً بناءة حيال التعليم المفتوح والتعليم عن بعد وعوامل تطويرهما في الجامعات العربية، وقال إن التوصيات تخدم أبناءنا وجامعاتنا والأجيال القادمة وهم الثروة الحقيقية، والاهتمام بهم هدف أساس في شتى المجالات، مع إيجاد نظرة شمولية واضحة ورؤية مستوعبة لتطوير الأساليب الحديثة في الاستخدام الأمثل للتقنية في مجال البحث العلمي والابتكار، حتى نساير حضارة الألف الثالثة التي ترتكز على الموارد الذهنية والثقافية وتواكب أحدث التطورات العالمية المعاصرة في تلكم المجالات.
من جانبه أشار المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبد الله بن حمد محارب إلى أن اختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لموضوع تطوير التعليم المفتوح والتعليم عن بعد في الجامعات العربية جاء لقناعتها بأن ذلك يسهم في استمرارية المؤسسة التعليمية في أداء رسالتها مهما كانت الظروف والصعوبات الاستثنائية التي يمر بها أي بلد من البلدان العربية، وإتاحة التعليم وإيصاله للفئات التي قد تحول بعض الظروف الاجتماعية والاقتصادية دون انخراطهم في التعليم الجامعي، وتعزيز التوجه نحو مجتمع المعرفة عبر استخدام تقنية المعلومات والاتصال في التعليم. ولفت الدكتور محارب إلى أن أوراق المؤتمر ناقشت مجمل القضايا التعليمية، وتطرق إلى مناقشة انقطاع المتابعة لمخرجات التعليم الجامعي، منتقداً عدم الاهتمام بالطالب بعد تخرجه، رغم ما يتلقاه من عناية أثناء الدراسة، مشيراً إلى أن العملية التعليمية لا يمكن فصلها عن البحث العلمي، وأن التصنيفات العالمية لا تواكب جامعاتنا المحلية ولا يمكن أن تنطبق عليها الآن، وتساءل عن عدد الدوريات العلمية التي تصدرها مؤسسات التعليم في الوطن العربي، وجودة وكفاءة شهادات وأبحاث التعليم فوق الجامعي، ومدى استحقاق من حصلوا عليها. وكان المؤتمر اختتم أعماله يوم أمس، والذي استمر لأربعة أيام، فيما أقر المجتمعون أكثر من 15 توصية، من بينها الاهتمام بإدماج تقنيات التعلم الإلكتروني ضمن المناهج وإدارات التعليم في كافة مسارات التعليم الجامعي، وإجراء دراسة مقارنة بين التعليم المفتوح، والتعليم العالي الاعتيادي، تقوم بها المنظمة العربية للثقافة والعلوم، كما صدرت توصيات حول التعليم المفتوح والتعليم عن بعد.