مهنا عبد الله المهنا أبا الخيل*
الكتاب: الخيل في حياة العقيلات.
المؤلف: الباحث بدر بن صالح بن محمد الوهبي.
الناشر: دار النظير.
صدر هذا الكتاب بثلاثمائة وتسع وعشرين صفحة قسمت على خمسة فصول.
قدم المؤلف للكتاب بنفسه مشيراً إلى دور العقيلات التاريخي في مجال التجارة التي كانوا يمارسونها ويتجولون بين أجزاء الوطن العربي بحرية حتى أصبح ذلك أمراً متعسراً مع مطلع عام 1952 م.
ويشير المؤلف إلى الأهمية التي اكتسبها أفراد العقيلات من جراء تعاملهم مع العرب الآخرين، حيث أسسوا نموذجاً من التعامل المعتمد على القيم والشيم العربية.
وكان على المؤلف أن يعرف بالعقيلات بالتفصيل لمن لم يعرف عنهم شيئاً وبخاصة شباب اليوم الذين جهلوا كثيراً من أمجاد ماضي آبائهم وكأنهم انفصلوا عن ماضيهم.
لكن المؤلف استعاض عن ذلك بإيراد كلمات لأعلام يفتخر أهل القصيم بهم خصوصاً أبناء بريدة وعلى رأس هؤلاء المرحوم الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي أحب أهل هذه المنطقة وكان ضليعاً بتاريخهم ثم أورد كلمة لأمير المنطقة فيصل بن بندر بن عبد العزيز والتي كانت ضمن أحد برامج احتفالات أبناء العقيلات الذي كان المؤلف عموده الفقري.
وقد أجاد المؤلف عندما أورد عدداً من الأقوال المأثورة عن مؤرخين ورجال أدب، وقد كانت كلمة المرحوم فهد المارك صاحب شيم العرب - رحمه الله - كفيلة بإعطاء العقيلات التعريف الكافي.
فقد أشار - رحمه الله - إلى اهتمام الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن بأهل القصيم الذين رجحوا كفته على مناوئيه، ولم يكن ذلك لقوة بأسهم وكثرة عددهم وكونهم أبطالاً مدربين على المحن والحروب فحسب، بل من أجل موقع بلادهم الإستراتيجي المتوسط في قلب المعمعة.
تطرق المؤلف إلى الخيل وما قيل فيها وأنسابها وأعمارها، وأشار إلى ما رواه السيد لويس بيلي عن المرحوم يوسف البدر حول سلالات الخيل النجدية وأورد صوراً لمن اشتهروا بحبهم للخيل العربي من الأجانب مثل السيدة آن بلنت وزوجها.
وقد أحسن المؤلف عندما أورد قائمة بالمؤلفات التي حكت مجد الخيل وفرسان العرب وهو بذلك يزيد كتابه حسناً ويعطي القارئ الدليل لقراءة المزيد حول الخيل التي كانت شريكة العرب في انتصاراتهم وفتوحاتهم في أرجاء الدنيا.
في الفصل الثاني أورد المؤلف أسماء من اشتهروا بتجارة الخيل وتربيتها، وكان من بينهم إبراهيم الحجيلان وهو من أبناء مدينة بريدة وهو والد الشيخ جميل الحجيلان صاحب الوزارتين والسفير وأمين عام مجلس التعاون في حقبة مضت، كما أورد صورة للسيد عبد الله العبد العزيز السابق وصورة للشيخ حمود المطلق وهو صاحب إسطبل في مصر.
وأورد المؤلف كذلك أسماء لعدد من الذين استقروا في مصر منهم حمد بن محمد المديفر من أهل بريدة وأحمد المرزوقي وسليمان الحسن وأسماء أخرى.
وقد أعطى المؤلف قدراً من التقدير لرجال مثل عبد الله بن إبراهيم أبا الخيل المولود ببريدة سنة 1327 هـ والذي أصبح مع أخيه وابنيه إبراهيم ومهنا من أشهر أصحاب الخيل والذين دخلوا سباقاتها.. وكذلك الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الحليسي المولود في بريدة 1291 هـ.
وقد ذكر إلى جانب أولئك عدداً كثيراً من رجال الخيل وتجارتها مثل الشيخ فوزان السابق أول سفير للمملكة في الخارج الدولي.
في الفصل الثالث تحدث المؤلف عن أشهر مدربي الخيل وأولهم الشيخ حمد المرزوقي وحمد المطلق وصالح الصعب وحفل هذا الفصل بالصور التي أظهرت اهتمام الدولة المصرية آنذاك بالخيل وأصحابها وختم هذا الفصل بأبيات شعر فيها روح المرح والدعابة وهي لإبراهيم المرزوقي تحكي مساجلة بينه وبين حصانه مشمش مما يدل على قوة العلاقة بين الحصان وصاحبه.
في الفصل الرابع أشار المؤلف إلى أهمية أبناء وأحفاد العقيلات في مجال مضامير الفروسية وأنهم أبقوا على إرث آبائهم واستمروا عليه.
وختم المؤلف كتابه بالفصل الخامس وهو عبارة عن جداول سباقات أجريت في أوقات مختلفة ما بين 1906 - 1975 م وتظهر هذه الجداول أسماء وملاّك الخيل فاز منهم مثلاً: علي التميمي, الشيخ صعب الصالح الصعب, الشيخ فوزان السابق.
إجمالاً هذا الكتاب يستحق القراءة وخصوصاً فصوله الثلاثة الأولى فهي توفر معلومات لم أقرأها بكتاب واحد مع أني قرأت الكثير من الكتب التي تطرقت إلى أمور الفروسية والخيل.. كما أن هذا الكتاب زاخر بالأسماء الشهيرة وصورها التي لم يكن ليجمعها أحدٌ لولا تصدي السيد بدر الوهيبي لذلك.
إن هذا الكتاب جدير بأن يكون أحد كتب التراث الذي حفظته ويجب علينا أن نحافظ عليه، وهو جدير بأن يكون في مكتبة كل واحد منا.