كشف الفنان راشد الشمراني أن مسرحية (الفك المفترس) والتي ستعرضها جمعية الثقافة والفنون بالرياض في احتفالها باليوم العالمي للمسرح اعتمدت على تكنيك السايكودراما (الدراما النفسية) من حيث الغاية في تحرير الأنا التلقائية والمبدعة لدى الممثل من خلال البروفات بدفعه لمواجهة ذاته والغوص في دواخله وتعويده مناقشة مشاعره وأفكاره دونما خجل أو هروب، مشيراً إلى أن لعب الدور من أهم الأساليب التي تجعلنا نعيد النظر في التصور المهدد للذات كما يفيد في احترام وثقة الفرد بذاته.وقال: كانت هذه التجربة المسرحية والتي استهدفت الممثل الذي قضى ردحاً من الزمن يعمل بطريقة آلية يردد من خلالها نصاً مكتوباً مسبقاً وحركة مرسومة لا يحيد عنها خصوصاً لدى المبتدئين منهم (المشرعة عقولهم للاستقبال والتفاعل)، لذلك أتت فكرة هذه المسرحية من حيث وجود فكرة - مجرد فكرة - للحكاية المسرحية ودخلنا جميعاً في صناعة العرض المسرحي من حيث اختيار كل ممثل لدوره مع عدم وجود حوار مكتوب، بل ترك لكل ممثل حواره التلقائي ضمن الحكاية المعدة مسبقاً. وأشار الشمراني إلى أن فريق الورشة في فنون الرياض الذي يشرف عليه المخرج المسرحي رجا العتيبي اعتمد البروفات طيلة أربعة أشهر بمثابة التسخين، ثم يأتي العرض الأول الذي ستشاهدونه في 27 مارس الجاري بمركز الملك فهد الثقافي بمثابة الفعل أو الحدث وفيه لب تجربتنا، حيث إن الحوار الذي سيحصل أمام الحضور يتم بكل تلقائية ولم يكتب أو يتفق عليه كما يجري عادة في العروض المسرحية المتعارف عليها، وهذه غاية التجربة بالوصول لتحرير أنا الممثل وجعله صانعاً حقيقياً للعرض من اختيار دوره، مروراً بحركته إلى الأهم وهو التعبير التلقائي المبدع من خلال حواره على المسرح وصولاً لتفريغ مشاعره وانفعالاته منتهياً بالتطهير، ثم تعلم أنماط سلوكية جديدة لنصل إلى ممثل يستطيع أن يصل لقدراته الحقيقية ويستثمرها كإنسان بالدرجة الأولى وكمسرحي ولتعطي فناً حراً
(كن حراً بالدرجة الأولى).
وألمح الشمراني قائلاً: وفي المرحلة الثالثة (المشاركة) كان ضمن التجربة أن يساهم الجمهور في صناعة العرض المسرحي من خلال اختيار شرائح ممثلة للمجتمع من النخب المثقفة والمهتمين بالمسرح وصولاً للمشاهد العادي والأخذ بآرائهم بعد مشاهدة البروفات الأخيرة للمسرحية وإضافتها بما يخدم العرض المسرحي بعد جلوسهم مع طاقم العمل في نهاية مشاهدة العرض ومناقشتهم حول العرض حتى الأخذ بمرئياتهم وملاحظاتهم وإدماجها في العرض بصورته الدرامية.
وفي هذا السياق قال بندر عبد الفتاح مدير الورشة: إن طاقم العمل من الشباب حتى يتلقوا التجربة كصفحات بيضاء تمكث معهم سنة ونصف السنة مدة التجربة, مقدماً شكره للشمراني ولفريق العمل ومتوقعاً أن تكون تجربة مثيرة للأسئلة والدهشة.