منذ بداية ظهور تقويم الأسنان في شكله الحديث على يد إدوارد انجل (أبو التقويم) الحديث، بدأت نظرة المجتمعات تتغيَّر إلى مفاهيم ومعايير الجمال، وسطع أمل جديد في حياة الناس، وهو القدرة على تحويل الابتسامة القبيحة إلى ابتسامة جميلة وتصحيح اعوجاج الأسنان إلى اصطفاف جميل ومتناسق، حتَّى إن الكثير من شعراء العرب لطالما تغنوا ووصفوا الأسنان التي تصطف كعقد اللؤلؤ!
أهمية الابتسامة
إن الابتسامة هي أداة تواصل مهمة بين الناس وتعطي الانطباع الأول في العلاقات بين البشر، وهي عادة ما تسبق الكلام أو تكون في سياقه، ويكون دماغنا خاطفًا في اصطيادها وتحليلها وتقديم تقرير مبدئي عن الشخص الآخر يسبق أيّ كلام.
فجميع الناس يعون هذا الأمر على الأقل في عقلهم الباطن، ولكن للأسف ليس كل الناس يمتلكون ابتسامة جميلة يؤثِّرون بها إيجابيًّا على الآخرين، كما أن ليس جميع البشر سواءً في امتلاك الثقة بالنفس وقوة الشخصيَّة بحيث يتجاوزون هذه المشكلة لديهم ويستطيعون التأثير على الآخرين عن طريق قدرتهم على الكلام والإقناع وقوة شخصيتهم التي تطغى وتتجاوز ابتسامتهم القبيحة، وهنا تأتي الحاجة لدى الكثيرين لتعديل هذه المشكلة لديهم، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويستطيعون التعامل إيجابيًّا مع الآخرين باستخدام مفتاح الابتسامة الجميلة لتكون أداة التواصل الأولى بينهم وبين الغير.
تقويم الأسنان.. دوره السلبي والإيجابي
جاء تقويم الأسنان ليحلَّ مشكلة.. إلا أنّه وبشكله التقليدي المعدني أضاف مشكلة ولو بشكل مؤقت وهي تحويل الابتسامة القبيحة إلى قبيحة ومعدنية ولو بشكل مؤقت ومرحلي حتَّى انتهاء العلاج والحصول على النتيجة الطيبة، ولكن كما هو معروف فإنَّ فترة العلاج تمتد من عدَّة أشهر إلى عدَّة سنوات.. فهي ليست أيامًا قليلة ويتخلص الإنسان بعدها من هذه الأجزاء المعدنية القبيحة.
وقد حاولت العديد من الشركات المنتجة لهذا الجهاز التقويمي القبيح أن تجعله جذابًا ومقبولاً تارة بإضافة الألوان الجميلة التي تجذب المراهقين، وغيّرت إلى حد ما الوعي الجمعي عند الناس لجعله مألوفًا ومنتشرًا كالموضة، وقامت تارة أخرى بمحاولة إخفائه بجعله قريبًا من لون الأسنان وذلك بتصنيع بعض أجزائه من الخزف أو حتى بإخفائه خلف الأسنان، وهنا تظهر مشكلات أخرى كضعف الأداء وتخريش اللسان، والتأثير على اللفظ، وصعوبة تنظيفه التي هي بالأساس صعبة حتَّى بوجوده في الأمام.
وهنا جاء الحلُّ عن طريق بعض الشركات الرائدة ومراكز البحث والتطوير وبالتأكيد بمساعدة التطوّر التَّقني العام في الصناعات، الذي خدم كثيرًا في ظهور مفهوم جديد ومختلف تمامًا عن التقليدي وهو التقويم الشفاف اللا مرئي الذي قدمته عدَّة شركات، وكانت أهمها شركة ecligner التقويم اللا مرئي ecligner وهو عبارة عن أجهزة مصنوعة بشكل قوالب شفافة ورقيقة بشكل أسنان المريض تمامًا يلبسها المريض ليس أقل من 18 ساعة يوميًّا، وتبدَّل أسبوعيًا إلى أن نصل إلى هدفنا بابتسامة مرتصفة جميلة وأسنان متناسقة.
عدسات لاصقة!!
وقد وصلت قدرة هذه الأجهزة التي بدأت بإمكانات علاجية متواضعة إلى درجة أصبحت قادرة على علاج معظم الحالات الصعبة المعقدة بنفس كفاءة التقويم التقليدي المعدني Braces، وهي تبدو كالعدسات اللاصقة تمامًا، فلا يمكن ملاحظتها بسهولة على الأسنان.
إن هذه الثورة في تقنيات التقويم شجعت الكثيرين من أصحاب المهن ذات الطابع الاجتماعي الخاص على الإقدام على العلاج مثل المدرسين ورجال الأعمال والمديرين وموظفي المبيعات والتسويق ومقدمي البرامج التلفزيونية والممثلين.
فقد أعطتهم فرصة لتحسين مظهرهم العام وتجميل أسنانهم وابتسامتهم من دون التعرض للإحراج بسبب وجود أجزاء معدنية على أسنانهم، فبالتأكيد لن يدري أحد متى بدؤوا العلاج ومتى انتهوا منه حتَّى آلت أسنانهم إلى شكلها النهائي الجميل. هذه التقنية هي بمثابة طاقية إخفاء حقيقية لمراحل العلاج وللحرج الاجتماعي حتَّى الوصول للهدف المنشود.
المميزات الإضافية للتقويم اللا مرئي ecligner بالإضافة إلى ميزة الإخفاء -وهي الأهم- هناك مميزات عديدة أخرى ومهمة جدًا هي:
- تضاؤل الألم الناتج عن العلاج التقويمي إلى حدود تكاد تكون معدومة.. فعادة ما يتسبب التقويم التقليدي بألم في الأيام الأولى، يكون مزعجًا للمريض، لكن هذه التقنية الحديثة تعتمد على قوى ضغط لطيفة لا تسبب آلامًا.
- عدم التسبب بأي تخريش أو تقرحات للشفاه وباطن الخد.. وهذه المعاناة عادة ما يشعر بها مستخدم التقويم التقليدي، وقد تَمَّ هنا تجاوزها بسبب انعدام استخدام الأسلاك.
- القدرة على تناول جميع أنواع الأطعمة من دون عوائق.. وهذا الأمر كان مقيدًا عند استخدام التقويم التقليدي.
- باستطاعة المريض نزع الجهاز ووضعه في العلبة المخصصة وتناول ما يشاء من طعام ومن، ثمَّ يقوم بتفريش أسنانه، ثمَّ إعادة ارتدائه.
- ليس هناك حاجة لاستخدام فرش أسنان خاصة أو وسائل تنظيف مساعدة، إنما فقط فرشة الأسنان العادية.
- يتمتع هذا النظام بالقدرة على تقليل زمن المعالجة بنسبة 25 في المئة بالمقارنة مع مدة العلاج بالتقويم المعدني التقليدي، بالإضافة إلى معرفة تاريخ انتهاء المعالجة بالتحديد وليس بالتقريب.