حائل - عبدالعزيز العيادة:
نجحت جامعة حائل في حوار الشباب الثاني مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل الذي تفاعل مع أسئلة طلاب الجامعة الذين شاركوا في الحوار من مختلف الكليات وسألوا بمكاشفة واضحة عن تعثر المشاريع وعن الخدمات الصحية وعن مستقبل هيئة تطوير المنطقة وجوانب أخرى متنوعة تعليمية وخيرية وسياحية وخدماتية كما رعى سموه بقاعة المؤتمرات بجامعة حائل توقيع اتفاقية تعاون بين المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية وجامعة حائل، وقعها كل من معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم وأمين عام المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بمنطقة حائل عيسى بن عبدالله الحليان وتهدف الاتفاقية إلى تطوير العمل الخيري في المنطقة من خلال محاور وآليات متنوعة، وتحوي برامج للتدريب المستمر لمنسوبي الجمعيات الخيرية في ضوء ما تمليه احتياجاتهم واحتياجات منشآتهم، برامج التأهيل العلمي من خلال إقرار دبلومات خاصة بتأهيل قيادات الجمعيات الخيرية والراغبين في الالتحاق بالعمل الخيري، إجراء الدراسات العلمية ذات العلاقة بالعمل الخيري، واحتياجات الأسر المستحقة، وسبل تطوير العمل الخيري بكافة أوجهه، ودمج طلاب وطالبات الجامعة بالعمل التطوعي في الجمعيات والمؤسسات الخيرية والاجتماعية في أرجاء المنطقة.
واقيم حفل خطابي بمناسبة زيارة سموه للجامعة وتفقده مشاريعها بدءا بالقران الكريم ثم القى معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم كلمة أكد فيها أن حكومة المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، حرصت منذ أن وضع خادم الحرمين الشريفين حجر أساس الجامعة في 30 جمادى الثانية 1426هـ، على دعمها بميزانيات تتواكب مع احتياجاتها للوصول إلى بنية تحتية مكتملة، مشيرا إلى أن متابعة وحرص سمو أمير منطقة حائل وسمو نائبه، ومعالي وزير التعليم العالي، سهلت مهمة إدارة الجامعة لتحقيق الأهداف التي رُسمت عند إنشائها، وتسير نحو أهداف أعلى من خلال مشاريع فاقت تكلفتها 7 مليارات و300 مليون ريال بمدة تصل إلى 5 سنوات تقريباً للانتهاء من التنفيذ.
وقال «إن ما وصلت إليه الجامعة يعود فضله بعد الله سبحانه وتعالى إلى الاهتمام والمتابعة المستمرة من الأمير سعود بن عبد المحسن لكل ما يخص التنمية في المنطقة، حتى أصبحت الجامعة رافدا ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا مهما في المنطقة».
ثم قدم وكيل جامعة حائل للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور راشد الحمالي عرضا تعريفيا عن اتفاقية جامعة حائل مع المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية منوها بدعم القيادة الحكيمة وسمو أمير منطقة حائل للبرامج الخيرية والاتفاقيات التي تعود على الوطن والمنطقة بالفائدة .
بعد ذلك التقى أمير منطقة حائل بطلاب جامعة حائل في لقاء مفتوح أداره الدكتور عبدالله الفوزان عميد مركز البحوث باجامعة ، وبدأ اللقاء بسؤال لسمو الأمير عن المشاريع التي حظيت بها منطقة حائل هذا العام، وأوضح سموه أن منطقة حائل حظيت بمشاريع كبيرة بدعم من الحكومة الرشيدة، وجاء مشروع المياه الشامل من أهم المشاريع في حائل الذي سيغطى أكثر من 82 % من منطقة حائل، وقال شاهدتم خلال زيارات المحافظات أن الماء وصل الى محافظات ومدن نائيه وكانت تعاني من شح المياه مشيرا إلى أن مشاريع منطقة حائل تراكمية كل عام، وأن العام الحالي حظيت المنطقة بأكثر من ستة مليارات ريال كدعم لمجموع المشاريع في المنطقة، وأضاف سموه الكريم أن جامعة حائل تعتبر شريكا تنمويا لجميع الجهات في المنطقة، وقال سموه في اللقاء الثالث مع الشباب وطلاب الجامعة : نتطلع لبدء التعاون بين كلية الهندسة بجامعة حائل وإدارة الطرق وامانة المنطقة ، وتعاون آخر بين كلية الطب والشؤون الصحية في المنطقة.فيما يطور الاداء الى الافضل
وأجاب سموه على سؤال آخر لأحد الطلاب حول الأفكار التطوعية في المنطقة، حيث ذكر سموه أن هيئة تطوير حائل ستقوم بالإسهام في إنشاء نوادي تتماشى مع هوايات المتطوعين، وسيتم ذلك خلال خمسة أشهر إن شاء الله، وذكر سموه أنه يتحتم على مدراء الدوائر الحكومية بالمنطقة تقديم ساعات عمل تطوعية في تلك النوادي لإثرائها بخبراتهم، مضيفا أن توقيع اتفاقية التعاون بين المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية وجامعة حائل اليوم سيتيح للراغبين في العمل التطوعي الحصول على دبلوم للأعمال الخيرية.
وعن المشاريع التعليمية في منطقة حائل أجاب سموه أن منطقة حائل حظيت باهتمام كبير من الدولة لدعم التعليم فيها، مشددا على أنه يتوجب إيجاد بيئة تعليمية مناسبة، فالتعليم لا يقاس بمشاريعه الإنشائية، وأن العملية التعليمية عملية تراكمية تبدأ من الروضة إلى الثانوية العامة ثم الجامعة، ويجب العمل على رفع مستوى المعلم وإيجاد رؤى جديدة .
وقال سموه رأي في التعليم معروف وأوضحته في أكثر من مناسبة ووجود صاحب السموالملكي الأمير خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم سينعكس بالإيجاب على التعليم مستقبلا الذي يحتاج لجهود مضاعفة لتحقيق ما يأمله الجميع.
وفي رد آخر على سؤال أحد الطلاب عن السياحة في منطقة حائل واستثماراتها، أوضح سموه أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قدمت مشكورة جهودا حثيثة في منطقة حائل، حيث تم توزيع أكثر من 400 حقيبة استثمارية لمشاريع في مجال السياحة في منطقة حائل، موضحا أن الاستثمار في السياحة يحتاج المزيد من الوقت والدراسة ليضمن المستثمر حقه في نجاح استثماره وأثنى سموه على مايقوم به صاحب السموالملكي الأمير سلطان بن سلمان والشراكة القائمة بين امارة المنطقة وهيئة التطوير والهيئة العامة للسياحة.
أما عن موضوع تعثر المشاريع في المنطقة، فذكر سمو الأمير أن هذه القضية موجودة في أغلب دول العالم، مؤكدا أن أحد أهم أسباب تعثر كثير من مشاريع منطقة حائل أو حتى غيرها في المناطق الأخرى يعود للمقاولين الذين يقومون بتنفيذ مشاريع عدة في الوقت الذي لا يمكنهم حقيقة إنجاز أكثر من مشروعين، كما أن عدم تقيد المقاولين بتنفيذ التعليمات يعرض المشاريع للتأخير، ولم يبرئ سموه بعض الجهات الحكومية من التقصير، مطالبا بتحديث دوري للمؤسسات والمقاولين الذين يحدث لهم تعثر يكون متاحا لجميع الدوائر الحكومية، ويتم فيها معرفة قدرة المقاول على القيام بالمشروع من عدمه، لضمان عدم توقف المشاريع وتأخرها.
وعن الخدمات الصحية في منطقة حائل أوضح سموه أن المشاريع الصحية في منطقة حائل ستحظى هذا العام باهتمام كبير ومضاعف، مشيرا إلى أن مشروع مستشفى حائل التخصصي الذي تعثر كثيرا سيتم الانتهاء منه بعد الدعم الأخير، فيما سيتم الانتهاء قريبا من مشروع المستشفى السعودي الألماني، وذلك بعد تذليل كافة الصعاب التي واجهت المشروع، وتم التغلب عليها ولله الحمد، فيما أرجع سموه سبب تراجع الاستثمار في القطاع الصحي بالمنطقة إلى إحجام رجال الأعمال، مشيرا إلى أن هيئة تطوير منطقة حائل ساهمت بمبلغ 15 مليون ريال في شركة حائل للخدمات الصحية، مشيرا إلى أن الباب مفتوح أمام رجال الأعمال للعمل على إنشاء المشاريع الصحية الخاصة للمساهمة في تطوير الخدمات الصحية بالمنطقة.
وفي سؤال لأحد الطلاب عن دور الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل في تطوير المنطقة، أوضح سموه أن الهيئة عملت منذ إنشائها على تنمية المنطقة، وكان العائق الرئيس هو عدم وجود تمويل لتنفيذ برامجها، ولذلك تم السعي لتوفير هذا التمويل، فجاءت موافقة الأمر السامي على استثمار الحرس الوطني بشرط توفير مباني للحرس الوطني، الذي اشترط إخلاءه من الأرض بالانتهاء من توفير تلك المباني، مشيرا إلى أن بيع جزء من الأرض على أوقاف الراجحي كان لتنفيذ بناء الثكنات الخاصة بالحرس في المواقع الجديدة، وذلك لاستكمال خطة استثمار الأرض والاستفادة من عوائدها لتنفيذ المشاريع التي نطمح بها لمزيد من التنمية للمنطقة، وذكر سموه أن مقرات الحرس ستنتهي قريبا، مشيرا إلى أن هيئة تطوير المنطقة سيتم إعادة هيكلتها خلال خمسة أشهر، وذلك لتفعيل قدراتها بشكل أكبر بتنمية المنطقة، مشددا على أن الهيئة ساهمت بدعم شركة الأسمنت بأكثر من 15 مليون ريال، كما دعمت شركة حائل للخدمات الصحية بمبلغ مماثل، مؤكدا أن دور الهيئة لم يتبلور فعليا لعدم وجود الدخل الكافي حاليا.
وفي رد سموه على سؤال طالب آخر عن الحوادث المرورية في المنطقة، ألقى سموه بالمسؤولية على عاتق الشباب قائلاً لهم: ساعدونا على تخفيف ضرر الحوادث»، وقال سموه لو أنشأنا مجلساً استشارياً في هذا الموضوع تحديداً فأفضل من يمثلهم هم أنتم الشباب مشيراً إلى أن الجهات المختصة وضعت جميع جهودها وخدماتها بالتثقيف والتوعية، خاصة خلال أسبوع المرور الذي يتم خلاله توعية الشباب من مخاطر الحوادث المرورية التي تكون السرعة أهم أسبابها، مثمناً دور ساهر في التخفيف من ذلك.
وعن دور الجهات المعنية في منطقة حائل في القضاء على المخدرات، مثمناً سموه الجهود الكبيرة التي تقوم بها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ومنوهاً إلى ضرورة إيجاد تخصصات جامعية تختص بمكافحة المخدرات التي تفتك بالشعوب، والاهتمام بالطب الوقائي والبرامج الوقائية التي توعي الشباب بأخطار هذه الآفة.
فيما شدد سموه أيضاً على أهمية الإعلام وأهمية حث المجتمع على أخذ الأمور بحكمة العقل وعدم الالتفات لكل ما يقال في الإعلام في شتى وسائله، موصياً المواقع الإعلامية بالعمل على الصدق والحقيقة وحث الإدارات الحكومية بوضع مواقع رسمية على النت لتصبح مرجعاً للمواطن في حالة رغبته التأكد من المعلومة مراهناً سموه على وعي الناس للتفريق بين الغث والسمين فبالوعي ومعرفة التعامل الأمثل من الكل نقضي على الظواهر السلبية.
وثمن سموه دور إدارة الطرق بمنطقة حائل إثر رده على سؤال أحد الطلاب عن ذلك، حيث أشار سموه إلى أن إدارة النقل بمنطقة حائل بذلت جهوداً كبيرة ومرضية في إنجاز مشاريعها التي جعلت منطقة حائل إحدى مقاصد المسافرين بعد أن كانت وجهة ينقصها الكثير من خدمات الطرق سابقاً مثنياً سموه على وزير النقل الدكتور الصريصري ومساعديه والمسؤولين بإدارة الطرق بحائل وقال سموه تعتبر إدارة الطرق بحائل من أفضل الإدارات التي أنجزت ولم يعدنا معالي الأخ الوزير الصريصري إلا ووفى به ونفخر به وبالمخلصين للوطن من أمثاله.
وقام صاحب السموالملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل بجولة على مشاريع المدينة الجامعية لجامعة حائل التي تزيد تكاليف إنشائها على سبعة مليارات ريال يرافقه معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم.
وزار سموه مستشفى حائل الجامعي وكلية الطب وكلية الهندسة ومشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس ومشروع إسكان الطلاب بالمدينة الجامعية بالإضافة إلى مبنى فندق جامعة حائل ومبنى السوق التجاري ومشروع إنشاء البنية التحتية لجامعة حائل وكلية هندسة وعلوم الحاسب الآلي وكلية العلوم والمبنى الإداري والعمادات المساندة وكلية العلوم الطبية والتطبيقية واستمع سموه لشرح من مدير إدارة المشاريع بوزارة التعليم العالي الدكتور عبدالرحمن الطاسان والمشرف العام على مشاريع جامعة حائل الدكتور صالح الدغيثر.
وأعرب سموه في ختام الجولة عن سروره بما شاهده من سرعة إنجاز مشاريع عديدة في المدينة الجامعية منوها بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني مشيداً سموه بجهود معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور أحمد بن محمد السيف ومعالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم مؤكدا سموه أن الأهم من المباني والمشاريع هذه المنهجية من الجامعة التي أخذت من خلالها بالتفاعل والتأثير في المجتمع المحلي وإعداد جيل المستقبل والتفاعل مع كل ما يخدم الوطن والمنطقة سائلا الله مزيداً من التطور واكتمال المشاريع.