من ضمن الجهود المباركة التي بذلها ويبذلها ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة،والتي بدأ عقدها الذهبي منذ أن تم التعاضد والتآزر بين مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود، وبين الإمام المصلح والمجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمهما الله ـ ومن ثم صاغ هذا العقد المبارك بشكله الحالي مؤسس هذا الكيان الكبير بعطائه وخيره العميم، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبناؤه البررة الأوفياء من بعده ـ سعود وفيصل وخالد وفهد ـ رحمهم الله ـ وبناء هذه الكيان، حتى بلغت هذه الدولة مجدها، وقمتها في عهدنا الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الاهتمام بأمر الدعوة إلى الله عزّ وجلّ، وفق ما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ، وفي سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن أجل ذلك عملت حكومة هذه البلاد التي قامت على التوحيد، بإنشاء وزارة خاصة تُعنى بخدمة هذا الدين العظيم، ومن ذلك الاهتمام بأمر الدعوة إلى الله عزّ وجلّ، ألا وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتي فتحت لها فروعاً في جميع مناطق المملكة المترامية الأطراف، والتي أوجدت إدارةً للدعوة في الخارج للإشراف على الدعوة خارج المملكة، وإدارة للدعوة في الداخل تتولى مهمة الدعوة والإشراف عليها في داخل المملكة.
وفي سبيل إتاحة الدولة ـ أعزّها الله ـ الدعوة إلى الله لكل من يمتلك مقوماتها، فقد قامت الوزارة بافتتاح المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في العديد من مدن ومحافظات ومراكز المملكة، وكان لمحافظة سميراء نصيبٌ مُبارك من هذه المكاتب، إذ صدرت موافقة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ـ حفظه الله ـ بافتتاح المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بسميراءعام 1428هـ، ليواصل هذا المكتب المسيرة الدعوية المتميزة لمكتب الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بسميراء، والذي تمّ افتتاحه عام 1416هـ، والتي استطاع المكتب خلالها أن يتصدر البرامج الدعوية لمكاتب الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمنطقة حائل لسنواتٍ عديدة، ولا يزال بحمد الله يواصل هذا التميز.
هذا ويقوم المكتب التعاوني في محافظة سميراء بتنفيذ برامجه الدعوية على نطاق واسع، يشمل (9) تسعة مراكز إدارية، و(36) ستة وثلاثين قرية وهجرة، و تشمل هذه البرامج إقامة الدورات العلمية الأولية والتأصيلية للمبتدئين، والمحاضرات العامة والقصيرة، والندوات، والكلمات، ومجالس العشاء، والمجالس الرمضانية، كما تشمل طباعة وتوزيع الكتب، والمطويات، والأشرطة المسموعة، والمرئية، إضافة إلى قيام المكتب بتنفيذ حملات العمرة الخيرية، وخصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، والتي بلغت أكثر من (16) ستة عشر حملة خيرية، كما ينفذ المكتب ـ ومنذ افتتاحه ـ المشروع السنوي لتفطير الصائمين، وبرنامج معايدة الجاليات، وبرنامج معايدة الإدارات الحكومية، وبرنامج زيارة المرضى، والمسابقات الثقافية. إضافةً إلى مشاركته في البرامج الموسمية على مستوى المنطقة، كـ(رالي حائل) مثلاً، وفي المعارض الدعوية على مستوى المملكة، كمعرض (كُن داعياً)، وفي الأسابيع والبرامج التوعوية التي تقوم بتنظيمها الجهات الحكومية الأخرى، ولعل آخرها مشاركة المكتب في حملة (النهر الجاري) الذي تنفذه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى جميع مناطق المملكة حالياً.
كما أولى المكتب اهتماماً خاصاً ـ وبصفة مستمرة ـ بمحاربة الأفكار المنحرفة، كالإرهاب وغيره، لما في ذلك من خطرِ مباشرٍ على الأديانِ والأبدان، وذلك من خلال إقامة بعض البرامج الدعوية، وطباعة بعض المواد المقروءة الموثوقة، وتوزيعها من خلال البرامج التي يقوم المكتب بتنفيذها.
وإن هذا كُلُه، لم يكن له أن يتم ـ لولا توفيق الله عزّ وجلّ ـ ثم دعم ومُساندة أهل الفضل والبر والإحسان، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وسمو أمير منطقة حائل، وسمو نائبه، وتشجيع ومتابعة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وأصحاب السعادة وكلاء الوزارة، وفضيلة المُدير العام لفرع الوزارة بمنطقة حائل، وفضيلة مساعده، إضافةً إلى تكاتف وتعاون المواطنين في نطاق خدمات المكتب التعاوني في محافظة سميراء.