اليوم تتزين تمير وتلبس أزهي ثيابها، إنها على موعد مع عرس التكريم وقطف الثمار الغضة الطرية لسهر الليالي ومواصلة الجد والاجتهاد في تحصيل العلم.. إنه يوم سيسطره التاريخ في السير الذاتية لثلة من أوائل الطلاب والطالبات المتفوقين في المراحل التعليمية المختلفة، ممن بذلوا الجهد والعرق وواصلوا الليل بالنهار في اكتساب المعارف ومذاكرة المناهج العلمية المقررة عليهم، سالكين درب الإحسان في أداء الواجب والقيام به مؤمنين بأن ذلك أعلى مراتب الإتقان والتجويد.
إن الجميع، طلاباً وآباء وأمهات، ينتظرون هذا اليوم الذي يرون فيه نتيجة ما زرعوه وما قاموا عليه بالرعاية، ليكون دافعاً لبقية الطلاب والطالبات إلى التأسي والاقتداء بزملائهم المتفوقين، سائرين على دربهم نحو العلا والتميز.
ولاشك أن جوائز التفوق العلمي في بلادنا تشكل شاهداً حياً ورافداً أصيلاً للعلم وركيزة أساسية للمعرفة والإبداع والثقافة وإنجازاً علمياً وتربوياً لرفع مستوى التحصيل العلمي والتفوق الفكري، مما يكون معه مردود إيجابي ينعكس على مستوى التحصيل الدراسي وتنمية المواهب وتوجيهها الوجهة الصحيحة لاستمرارها في التفوق وإثراء المعرفة والثقافة.
كما أن تعدد هذه الجوائز في أنحاء الوطن له بالغ الأثر في نفوس الأبناء بل وفي نفوس أولياء أمورهم؛ لأن في ذلك حافزاً لدفعهم إلى تحقيق المزيد من الطموح في سبيل التحصيل العلمي وليكون لهم دور فاعل في دفع بلدهم إلى حيث مسارات الرقي والتقدم.
وحين نحتفي بهذه المناسبة السعيدة فإنه لا يسعنا إلا أن نوجه كلمات الشكر والتقدير لمثل هذه الجوائز والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. وفق الله جهود العاملين المخلصين على تشجيع العلم والمعرفة والفكر والثقافة في هذه البلاد العريقة الأصيلة منطلق الإسلام ومهد العروبة ومنبع الأصالة وموئل التاريخ المجيد.
إن الرعاية الكريمة والاهتمام اللذين توليهما جائزة السلطان لأبناء وبنات مدينة تمير يشجعان لبذل الجهد من أجل بناء جيل واعد يدفع مسيرة الوطن العلمية والعملية وليكونا لبنة صالحة في أرض الوطن المبارك.