تمير - محمد السنيد:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض ظهر اليوم الأربعاء حفل جائزة إبراهيم السلطان للتفوق والإبداع العلمي وذلك في المركز الثقافي للجائزة بمدينة تمير، حيث يكرّم سموه الطلاب المتفوقين على مستوى مدارس قطاع تمير وطلاب الموهبة والإبداع على مستوى مدارس إدارة التربية والتَّعليم بمحافظة المجمعة والبالغ عددهم 138 طالبًا وسيحضر الحفل سمو عبدالرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة وعدد من المسؤولين في التربية والتَّعليم ورؤساء المراكز بسدير ووجهاء المجتمع وعدد من الأدباء والمثقفين ومديري المدارس وأولياء الأمور والطلاب المتفوقين والمبدعين.
هذا وقد عبَّر رئيس مركز تمير الأستاذ سلامة بن إبراهيم السلامة باسمه وباسم أهالي تمير عن شكره وتقديره لصاحب السمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه على تشريفهما ورعايتهما لأبنائهم المتفوقين طلاب الموهبة والإبداع.
وقال السلامة: إن الجميع يترقب في هذا اليوم المبارك بأن يحضن هذه الكوكبة المتفوقة المباركة بالسَّلام على راعي الحفل، التي سوف تكون حافزًا لهم لبذل المزيد من التفوق والإبداع، مضيفًا أن جائزة إبراهيم السلطان قد ساهمت ولله الحمد في زيادة التنافس الشريف في التفوق والإبداع بين طلابنا وطالباتنا.
ونوّه رئيس مركز وأهالي تميز بالدعم والرِّعاية التي تلقاها المسيرة التعليميَّة بين قطاع تمير أسوة بسائر مناطق المملكة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وسمو وزير التربية والتَّعليم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز على حرصهما ودعمهما للمسيرة التعليميَّة في محافظات ومراكز منطقة الرياض.
كما شكر رئيس مركز تمير سلامة بن إبراهيم السلامة متابعة واهتمام سمو الأمير عبدالرحمن بن عبد الله الفيصل محافظ المجمعة ومدير التربية والتَّعليم بالمجمعة والشيخ إبراهيم السلطان راعي الجائزة ومدير مكتب التَّعليم بتمير والمعلمين والمعلمات آباء وأمَّهات الطلاب والطالبات المتفوقين والموهوبين على الاهتمام والرِّعاية لهذا الغرض الذي أثرى التنافس بينهم.
تعليم تمير وجائزة التفوق
ولإلقاء الضوء على بداية التَّعليم في تمير من مرحلة الكتاتيب إلى أن وصل عدد المدارس في قطاع تمير إلى 42 مدرسة حتَّى الآن تحدث الباحث الأستاذ محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الفيصل وقال:
التَّعليم في تمير
بدأ تعليم الكتاتيب حيث اهتم أهل تمير قديمًا بتعليم أبنائهم القراءة والكتابة والحساب على أيدي معلمين إما من أهل تمير أو من خارجها حتَّى أن بعض أهل المزارع البعيدة عن الجامع الذي تقام فيه حلقات التدريس يقومون بطلب معلم يقوم بتدريس أبنائهم في مزارعهم ويعطونه على ذلك أجرا مقابل ما يقوم به، وهذه من الأمور التي تبيّن مدى حرص واهتمام بعض أصحاب هذه المزارع على تعليم أبنائهم.
وكان التَّعليم يتم في داخل المسجد أو في غرفة مجاورة له أو في مكان بعيد عن الضوضاء وغالبًا ما يقوم بالتدريس إمام الجامع حيث إن حصيلته العلميَّة تكون كبيرة نسبيًّا ولذلك فإنَّ هناك علاقة بين التَّعليم وبين إمامة المسجد وخطابته. ومع وجود طلبة علم يقومون بالتَّعليم في الماضي إلا أنّه تنقصنا معلومات كثيرة عن حياتهم سواء إشارات بسيطة في بعض الوثائق التي اطلعنا عليها.
وقال: ولعل أول ما ذكر لنا من أئمة الجامع الذين قاموا بالتَّعليم في مدينة تمير
- عيسى الخريف
يذكر أنّه أول من أمَّ في جامع تمير ومن أوائل من قام بالتَّعليم في تمير حسب ما وجدنا.
- محمد بن عيسى الخريف
تولى إمامة الجامع بعد والده إضافة إلى تعليم القرآن الكريم.
- عبداللطيف بن حمد المفرج
تولى إمامة وخطابة الجامع بعد محمد بن عيسى كما تولى التَّعليم إضافة إلى كتابة العقود والوثائق.
- عثمان بن ماجد
تولى إمامة جامع تمير بعد عبد اللطيف بن حمد المفرج وقام بالتَّعليم وكان ذا حظ وافر من العلم
- إبراهيم بن ناصر بن هليل
كان من أعماله كتابة العقود والتدريس حيث تعلم عليه العديد من أهل تمير وكان حازمًا في التَّعليم كما تولى إمامة الجامع بعد الشيخ عثمان بن ماجد ويُعدُّ الكاتب الرسمي بين أهل تمير والملك عبد العزيز والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي سدير
- عثمان بن عبد العزيز الركبان
تولى إمامة وخطابة جامع تمير من عام 1348 هـ وحتى عام 1356 هـ وكان يكتب العقود والمواثيق وخطه حسن، كما تولى التَّعليم في أمور الدين وكلف من قبل الشيخ عبد الله العنقري وكيلاً للنوَّاب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
- عبد الرحمن بن علي بن حمدان
تولى إمامة جامع تمير حتَّى عام 1376هـ كما كان يقوم بكتابة الوثائق والعقود والوصايا وغيرها لأهل تمير، كما عيّن مدرسًا في المدرسة السعوديَّة بتمير حتَّى وفاته -رحمه الله- تعالى
- علي بن عبد العزيز العبداللطيف
تولى التدريس والتَّعليم في تمير واستفاد منه عدد من طلبة العلم وكان يكتب العقود والمواثيق وعقود الزواج وخطه جميل وكان بارعًا في علم المواريث كما عمل في الحسبة وتولى إمامة وخطابة جامع تمير خلفًا للشيخ عثمان بن ركبان.
- منصور بن عبد الرحمن بن عمران
تولى إمامة جامع تمير بأمر من الشيخ عبد الله العنقري وكان يقوم بتعليم الناس أمور دينهم ويكتب العقود في البيع والزواج والوصايا وبيَّن الفيصل أن ممن قام بالتَّعليم أيْضًا مع أئمة الجامع:
- عبد الله بن محمد بن سلامة
تولى إمامة مسجد العاير وكان يقوم بكتابة العقود والمواثيق وبعض مراسلات أهل تمير مع الملك عبد العزيز والشيخ عبد الله العنقري.
- علي بن طامي العضيب
كان يقوم بتدريس القرآن الكريم والقراءة وتولى إمامة مسجد العاير بتمير.
- محبوب بن طامي العضيب
كان يقوم بتدريس القرآن الكريم لأبناء مدينة تمير ومنهم أهل الوسيعة.
- محمد بن حمد بن هديب
كان يقوم بتدريس القرآن الكريم بالإضافة إلى تولي الخطابة في حالة غياب الخطيب وكان والده حمد من الذين يخطبون في الجمعة في حالة غياب الخطيب.
- علي بن حمد الصبيح
كان يقوم بتعليم بعض أبناء أهل تمير مقابل أجر معين.
- ناصر بن سليمان أبو حيمد
كان يقوم بتعليم أبناء بعض أهل تمير والصلاة بهم مدة ثلاث سنوات.
- إبراهيم بن محمد الفيصل
قام بتعليم أبناء بعض أهل تمير مدة ثلاث سنوات إضافة إلى الصلاة بهم في رمضان.
8- إبراهيم بن عبد اللطيف بن مغيصيب
كان يقوم بتعليم أبناء بعض أهل تمير مدة سنتين وكان يأخذ مقابل تعليمهم تمرًا أثناء قطف محصول النخيل.
- مانع بن عبهول بن مفرج
كان ممن يحفظ القرآن ويقوم بتعليمه.
- ناصر بن حبيش بن ناصر الخرجي
كان يقوم بتدريس أبناء أهل تمير مدة سنتين وكان يصلي بهم التراويح.
- محمد بن علي العبد اللطيف
قام بتعليم القرآن الكريم لعدد من أبناء مدينة تمير وتولى خطابة المسجد الجامع وكان من أعماله كتابة الوصايا وعقود النكاح وكان خطه معمولاً به. وقال: إن ومن رواد التَّعليم الذين كان لهم أثر كبير في تعليم أبناء الهجر الواقعة في محيط تمير.
- حسن بن محمد الخطيب
كان من أعماله في مبايض مرشدًا وإمامًا لهم ومن أعماله أيْضًا كتابة المواثيق والعقود وعقود الزواج وتعليم القراءة والكتابة وتلاوة القرآن كما كلف بالتدريس في المدرسة الابتدائية في مبايض.
- عمر بن خليفة الغفيلي
عين قاضيًا في مبايض في أول ربيع الأول عام 1337هـ وكانت آهلة بالسكان آنذاك بعد تأسيسها كهجرة لبعض قبائل مطير من قبل الملك عبد العزيز واستمر في قضائه فيها حتَّى عام 1346 هـ وقد استفاد منه عدد من طلبة العلم والعلماء في تمير ومبايض.
- عبد الله بن حسن آل الشيخ
تولى القضاء والتَّعليم في مبايض سنة 1338 هـ أخذ فيه ستة أشهر.
- أحمد بن عبدالرحمن بن زكري
تولى الإمامة والتَّعليم في بوضة وكان من الذين حضروا اجتماع الجمعية العمومية مع الملك عبد العزيز عام 1347هـ.
- عبد العزيز بن سليمان بن عبيد
كلف بإمامة مسجد بوضة وقام بتعليم أهلها أمور دينهم عن طريق عمل حلقات لكبار السن وحلقات للشباب كما سعى لإعادة إقامة الجمعة في الهجرة وذلك للمعاناة التي يواجهها الأهالي للذهاب لأداء الصلاة في أقرب بلدة أو هجرة كما سعى لفتح مدرسة نظامية فيها.
- التَّعليم النظامي
هناك صلة وثيقة بين التَّعليم بالكتاتيب والتَّعليم النظامي فهو نواة التَّعليم وأساسه ولولا هذا الدور لما أوكل إلى بعض معلمي الكتاتيب التدريس في المدارس النظامية وقد افتتحت أول مدرسة في تمير في 17-2- 1371 هـ باسم مدرسة تمير، ثمَّ سُمِّيت بعد ذلك بالمدرسة السعوديَّة وعند افتتاحها لاقت قبولاً كبيرًا في عدد الطلاب حسب ما ورد في خطاب معتمد المعارف بنجد إلى مدير المعارف العام في 11-10 - 1371هـ حيث ذكر في خطابه أنّه نظرًا إلى كثرة طلاب المدرسة واتساع تلك البلدة فهي بحاجة ماسَّة إلى زيادة معلمين وتعيين مدير لها في أول العام الدراسي الجديد وكان أول من أدارها عبد الرحمن بن ناصر بن عقيل تحت مسمى وكيل، ثمَّ الأستاذ صالح بن صالح الخزيم. وممن قام بالتدريس فيها في ذلك الوقت 1371 هـ محمد بن منصور العمران ومطلق بن طامي، ثمَّ تزايد عدد المدرسين نظرًا لحاجة البلد إلى ذلك وتوثيق من قام بالتدريس يحتاج إلى صفحات كثيرة لا يمكن عرضها في هذا المقال، ولعل أول مدرس غير سعودي يعيّن في مدرسة تمير الأستاذ توفيق أحمد عمر شبيب وذلك في 22-1-1376 هـ وفي عام 1386هـ افتتحت أول متوسطة في تمير وذلك للتسهيل على الطلاب مواصلة دراستهم في مدينتهم، وفي عام 1397هـ افتتحت ثانوية تمير، وفي عام 1401هـ افتتحت مدرسة ابتدائية أخرى باسم مدرسة حطين، وفي عام 1416هـ افتتحت متوسطة أخرى باسم متوسطة الملك خالد، وفي عام 1417 هـ افتتحت متوسطة حطين ولقد كان للتعليم أثر كبير في تأهيل عدد من أبناء مدينة تمير وما جاورها في خدمة بلادهم وتولي كثير منهم المسؤولية في عدد من القطاعات العامَّة والخاصَّة ولما افتتح مكتب التربية والتَّعليم بمدينة تمير في 8-8- 1432هـ كان عدد المدارس التابعة له 42 مدرسة تحوي أكثر من 2885 طالبًا وطالبة ويتبعه عدد من البلدان مثل مبايض وبوضة والشحمة والشعب والوسيعة وأم رجوم وقد كان لجائزة التفوق العلمي التي تبناها الأستاذ إبراهيم السلطان لدعم المتفوقين دور كبير في دعم المسيرة التعليميَّة لأبناء المنطقة وأصبحت الجائزة رافدًا علميًّا مهمًا يطمح كل طالب وطالبة الحصول عليها،
ويأمل أهل تمير في وجود كليات للبنين والبنات في مدينة تمير لكي يواصل طلابها الدراسة الجامعية بعيدًا عن الاخطار التي يتعرض لها الطلبة عند الانتقال إلى كليات خارج المدينة وتشجيعًا لمواصلة الدراسة من قبل أبناء المنطقة ولعل ذلك يتحقَّق في وقت قريب إن شاء الله تعالى.