تناقلت بعض وسائل الاتِّصال ووسائل الإعلام الأخرى مؤخرًا حدوث زلزال في مدينة جدة ولذا نفى المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعوديَّة الأستاذ طارق بن علي أبا الخيل في تصريح لـ(الجزيرة): ما يُثارحاليًّا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن حدوث زلزال في مدينة جدة. مؤكِّدًا بأنّه كلام عارٍ من الصحة وهي إشاعات متكرِّرة ومغرضة، ولا تستند إلى أيّ معلومات علميَّة دقيقة وسبق تداولها عدَّة مرات في الأشهر الماضية ولأسباب مختلقة وأنه لا يمكن لأيِّ بشر تحديد قوة وزمان ومكان الهزات الأرضية مسبقًا.
وأشار أباالخيل إلى أن هيئة المساحة الجيولوجية السعوديَّة هي الجهة الرسمية المناط بها مراقبة ورصد ودراسة النشاط الزلزالي في المملكة. داعيًا المواطنين والمقيمين إلى عدم الاستماع أو الاكتراث لأيِّ إشاعات يتم تداولها عبر الوسائل الحديثة من غير مصدر رسمي لها.
وقال المتحدث الرسمي للهيئة: إن محطات الشبكة الوطنيَّة للرصد الزلزالي المكوَّنة من 150 محطة منتشرة في جميع أنحاء المملكه ترصَّد عشرات الهزات غير المحسوسة يوميًّا في المملكة، وهي ولله الحمد ذات قوى ضعيفة جدًا ولا يشعر بها المواطنون ولكن تسجلها محطات الرصد الزلزالي، وتقوم بالتبليغ الفوري إلى الجهات ذات العلاقة حال حدوث أيّ هزات أرضيَّة غير طبيعيه لاتِّخاذ الإجراءات الاحترازية من أجل سلامة المواطنين.
وبيَّن ابالخيل أن النشاط الزلزالي في الجزيرة العربيَّة يتركز حول حواف الصفيحة العربيَّة وذلك بسبب الانفتاح الحاد في البحر الأحمر وخليج عدن مما يُؤدِّي إلى دوران الصفيحة العربيَّة باتجاه الشمال الشرقي واصطدامها مع الحدود الإيرانية وامتدادًا إلى جنوب تركيا مما يؤدي إلى حدوث زلازل على هذا الحدّ الفاصل بين الصفيحة العربيَّة وايران، كما يحدث زلازل في خليج العقيه وجنوب عدن وهذه الزلازل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعملية انفتاح البحر الأحمر.
وأوضح اباالخيل أن المركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين التابع لهيئة المساحة الجيولوجية يقوم بدوره عبر فنيين ومختصين بمراقبة النشاط الزلزالي والبركاني 24 ساعة يوميًّا بما في ذلك أيام الإجازات الرسمية.
وأوضح أن هذه الهزات الأرضية مرتبطة بالوضع الحركي للصفيحة العربيَّة، منوهًا إلى أن الصفيحة العربيَّة تتأثر بثلاثة أنواع من الحدود التكتونية، وهي الحدود التباعدية، والحدود التقاربية، والحدود التماسية، وتمثّل شبه الجزيرة العربيَّة الجزء الأكبر من هذه الصفيحة.